باشرت إسرائيل صباح أمس أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة وذلك بعد ساعات قليلة على انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي كانت معلنة لمدة عشرة أشهر·وذكرت وسائل إعلام الإسرائيلية أن جرافات بدأت العمل في مستوطنة آدم في شمال الضفة الغربية حيث يتوقع بناء حوالي 30 مسكنا، مشيرة إلى أنه يُتوقع أن تستأنف أعمال البناء في ثمانِ مستوطنات أخرى على الأقل بينها ''كريات أربع'' المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية ·يأتي ذلك بعد أن جددت الولاياتالمتحدة مطالبتها لإسرائيل بالإبقاء على تجميد بناء مستوطنات جديدة، مؤكدة أن الموقف الأمريكي في هذا الخصوص ''لم يتغير''·وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراولي إن ''موقفنا من بناء مستوطنات لم يتغير'' على خلفية الجهود الدبلوماسية التي تبذل في محاولة لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أقل من شهر على إطلاقها·وأضاف كراولي ''نحن على اتصال وثيق مع الطرفين وسوف نلتقيهما مجددا خلال الأيام المقبلة''· موضحا أنه السلطات الأمريكية مازالت تركز على تحقيق تقدم في المفاوضات باتجاه قيام دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، وأنها تشجع الأطراف على القيام بمبادرات بناءة في هذا الخصوص·من جانبه أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أول أمس، أن الرئيس محمود عباس معني باستمرار المفاوضات، ولكن المطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصدار قرار بوقف الاستيطان·وقال أبو ردينة من باريس حيث يتواجد مع الرئيس عباس في زيارة رسمية لفرنسا إن الرئيس عباس معني باستمرار المفاوضات، لكن هذا يتطلب من نتنياهو أن يتخذ قرارا باستمرار تجميد الاستيطان لخلق مناخ مناسب لاستمرار عملية السلام والمفاوضات·وطلب من نتنياهو عدم إضاعة الفرصة الحالية لأنها ليست فرصة للسلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وحسب لكن للمنطقة بأسرها·من جهة ثانية، أعلن عدة آلاف من المستوطنين اليهود وأنصارهم انتهاء رمزيا، أول أمس، لتعليق استمر عشرة أشهر لعمليات البناء الجديدة في مستوطناتهم بإطلاق الأبواق وصب الإسمنت·وقال أحد النواب اليمينيين من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن اليوم نحتفل باستئناف البناء في يهودا والسامرة·وعلى الرغم من أن هذا العمل رمزي قال مستوطنون إنهم سيبدأون قريباً بناء نحو ألفي منزل في شتى أنحاء الضفة الغربية صدرت تراخيص لها قبل أن يدعو نتنياهو تحت ضغط أمريكي إلى تجميد جزئي لعمليات البناء العام الماضي·وحضر الاحتفالات آلاف تم نقلهم بحافلات لحضور هذه المناسبة، وتزامنت هذه الاحتفالات مع جهود أمريكية لتمديد وقف البناء من أجل تفادي انسحاب فلسطيني من محادثات السلام·وجدد متحدثون باسم 300 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية دعواتهم لنتنياهو بأن يقاوم أي ضغوط أخرى لتأخير البناء في الجيوب التي يقولون إن إسرائيل لا بد وأن تحتفظ بها كأصول إستراتيجية·وفي تأكيد للضغوط التي يواجهها نتنياهو من حلفاء سياسيين بالإضافة إلى المستوطنين، طالب بعض الزعماء اليمينيين إسرائيل بضم كل مستوطناتها بدلاً من التفاوض مع الفلسطينيين بشأن مستقبلها·وقالت تسيبي هوتوفيلي وهي نائبة من حزب الليكود: ''إنه يجب على إسرائيل ضم كل المستوطنات لمنع إزالتها بموجب اتفاقية سلام''، وتعهدت بتقديم مشروع قانون بهذا الشأن للكنيست·