من قال أن الجزائريين لا يملكون المال فقد كذب ومن قال أن سيارات بومليار لن تجد من يشتريها فقد ضل سواء السبيل ،أزيد من 70 سيارة لا يقل ثمن الواحدة منها عن مليار سنتيم تم بيعها خلال 5 أيام فقط من الطبعة الثامنة عشر لصالون السيارات ،مركبات مرسيدس ،بورش ،إيفوك ،فيراري ، ليموزين وغيرها ، هي سيارات فاخرة أنفق عليها الجزائريون في ظرف 120 ساعة أزيد من 70 مليار سنتيم على الأقل.. فمن يشتري الليموزين والفيراري في الجزائر؟ هي مركبات يتحدث مسوقيها عن إقبال واسع عليها من طرف الجزائريين ولكن ليس كل الجزائريين ،فقط أصحاب الشكارة ، الأغنياء رجال الأعمال، نواب البرلمان كبار التجار وموظفي السلك الدبلوماسي وربما كبار الموظفين في الدولة.. هؤلاء يزورون معرض السيارات في كل طبعة ليختاروا سيارة الموسم ويحملون معهم دفتر صكوك وربما كيسا مملوءا بالنقود.. ليطبقوا مبدأ "أعجبتني كم ثمنها ..نعم سأشتريها. هو منطق اختلف حوله الجزائريون ،منهم من يرفع شعار فأما بنعمة ربك فحدث ومنهم من يقول حتى لو كسبت وديان الذهب ،لن أدفع مليار سنتيم لأقتني سيارة ومنهم من يقول الجيد من الموجود ..لو كنت ثريا لاشتريتها ولكن لست ثريا. قناة البلاد عاينت هذه المركبات التي يوجد أزيد من 20 صنف منها في الصالون ،وتحدثت إلى مسؤولي بورش ،مرسيدس وإلى مدير سيما موتورز لصاحبها رجل الأعمال الكبير محي الدين طحكوت والذي اشتهر باستيراد هذا النوع الفاره من السيارات وإدخالها إلى الجزائر ،جميعهم تحدثوا عن أسعار خيالية ومركبات ذات رفاهية قصوى ومميزات مغرية ومثيرة.. حتى يبدو أنها أكثر رفاهية من الطائرة .. هو ما لمحناه بمجرد تجريب المركبة. حاولنا البحث خارج الصالون عن حقيقة من يقتني هذا النوع من المركبات في الجزائر خاصة وأن مسؤولي هذه العلامات التجارية تحفظوا عن كشف أرقام دقيقة وحتى عن الحديث عن زبائنهم بحكم البيانات السرية للزبون وهو الأمر الذي استوعبناه... أدركنا فيما بعد ومن خلال مصدر في قطاع التأمينات أن أغلبية سيارات الفيراري والليموزين والهاي كلاس تتواجد بولايات الغرب الجزائري على غرار وهران ،عين تيموشنت وتلمسان.. أما عن أصحابها فتحدث مصدرنا عن رجل أعمال شهير من الشرق الجزائري يمتلك هو وعائلته سيارتين من هذا النوع واحدة فيراري والثانية ليموزين وعن رئيس حزب إسلامي سابق يمتلك إبنه مركبة تتجاوز قيمتها مليار سنتيم وعن رجال أعمال من "الأفسيو" أو منتدى رؤساء المؤسسات وكذا وعن نائب أفلاني من ولاية تبسة يمتلك هو الآخر سيارة فيراري.. وبالرغم من أن موضوعنا اليوم ليس التحقيق في مصدر أموال هذه السيارة، ولكن متى ستطبق مفتشية المالية في الجزائر قانون "من أين لك هذا؟ّ" مصادرنا تحدثت أيضا عن صعوبات في الجمركة والتأمين يتعرض لها مستوردو هذا النوع من المركبات وعن تقليص دخولها الجزائر بعد إعلان حالة التقشف إلا أن الوكلاء نفوا ذلك جملة وتفصيلا. كاميرا البلاد وهي تتجول بأروقة صالون السيارات رصدت رئيس نادي إتحاد العاصمة ربوح حداد شقيق رجل الأعمال الشهير علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات وهو يزور المعرض رفقة عمر ربراب مدير هيونداي الجزائر وإبن رئيس مجمع سيفيتال يسعد ربراب هذا الأخير دعا حداد إلى تجريب سيارة هيونداي الجديدة التي يبلغ ثمنها 800 مليون سنتيم في إشارة منهما إلى نهاية الخلاف الذي أسال الكثير من الجدل بين حداد وربراب.. في حين كشفت مصادر البلاد أن أغنى أغنياء الجزائر وأحد أثرى أثرياء العرب يسعد ربراب يمتلك سيارة عادية جدا! إذن السيارة الفاخرة ما هي إلا جانب صغير يكشف خفايا عالم المال والأعمال و"الشكارة" في الجزائر.