أبدى السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، استعداد الأفافاس لتقديم تنازلات من أجل إنجاح ندوة الإجماع الوطني لفائدة مصلحة البلاد، وهو موقف جديد على الحزب، ويشير إلى تقلص المسافة بينه والسلطة، وقال إنه لا يحق للبعض فرض شروط مقابل المشاركة في الندوة، في إشارة منه إلى موضوع عناصر الفيس المحل الذي ربط عمارة بن يونس حضوره في الندوة بإقصائهم من الندوة. قال محمد نبو، في حوار ل”واج”، إن التنازلات لا تعني خروج الحزب عبن مبادئه، وأنه لا يحق لأي كان أن يفرض رأيه، مشيرا إلى أن الأفافاس لا يزال دائما في المعارضة، وتابع في رده عن سؤال حول الشروط التي وضعتها بعض الأطراف لقبول المشاركة في الندوة، أن الحزب ”سيأخذ الوقت اللازم” لإنجاح رهان الإجماع، وأنه ”غير نادم” على ”ورقة بيضاء” لشركائه الذين سيتعامل معهم بالصبر. ودعا نبو، التشكيلات السياسية للقيام بتنازلات مماثلة كتلك التي أقدم عليها الأفافاس لبلوغ الغاية المنشودة، مؤكدا أنه اعتمد ”منهجية” تمثلت في إعداد اقتراحات قدمها لشركائه في إطار مبادرته، ونفى أن يكون الأفافاس وسيط بين السلطة والمعارضة أو الشعب، لكن مهمته تتمحور حول جمع الجزائريين من أجل المصلحة العليا، مذكرا أن أهداف الأفافاس تتمثل في التغيير، وفي الفصل بين السلطات، والعدالة الاجتماعية ودولة القانون واحترام الحريات وغيرها. وحسب المسؤول الأول عن جبهة القوى الاشتراكية فإن مراجعة الدستور ليست الشرط الوحيد لتحقيق هذا التغيير، مبرزا أن حزبه لن يتولى إلى الأبد دور المسهل، وجدد التذكير بمشاركة الأفالان والأرندي، وأوضح أنه سيتم تنصيب مجموعة الاتصال التي ستعكف على تحضير مراحل ندوة الإجماع الوطني. وفيما يخص رفض تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات لمبادرة الأفافاس، اعتبر نبو أن الانتقادات والادعاءات والشكوك بشأن المبادرة لا أساس لها من الصحة، وأرجع أغلب هذه الادعاءات إلى الحيطة والحذر، بالنظر إلى فشل تجارب الحوار المنظمة إلى حد الساعة، وعدم الوفاء بالالتزامات والوعود. ورد نبو، على عمارة بن يونس، دون أن يذكره بالاسم، عندما قال إنه من غير المقبول أن يربط البعض مشاركتهم بإقصاء فاعل سياسي بسبب معارضته للنظام، حيث كان عمارة بن يونس قد اشترط إقصاء عناصر الفيس المحل من الندوة مقابل المشاركة.