أتمّ أول أمس، ممثلا الجزائر في منافسة رابطة أبطال إفريقيا فريقي إتحاد العاصمة ومولودية العلمة عقد المتأهلين إلى دور المجموعات من هذه المنافسة، حينما عاد الأول بالتعادل الإيجابي أمام كالوم الغيني بهدف لمثله بمالي عقب فوزه في لقاء الذهاب بنتيجة (2-1). فيما عاد الثاني بورقة التأهل من تونس أمام الصفاقسي بركلات الترجيح (7-6) عقب هزيمته بهدف لصفر وفوزه بهذه النتيجة في لقاء الذهاب بالعلمة، ليلتحق الفريقان بحامل النسخة الفارطة وفاق سطيف والمتأهل على حساب الرجاء البيضاوي المغربي بركلات الترجيح (5-3) بعد انتهاء المباراتين بالتعادل الإيجابي (4-4) في مجموع لقاءي الذهاب والإياب. وبهذا التأهل تنضم النوادي الجزائري الثلاثة إلى الفرق العربية الأربعة المتأهلة إلى هذا الدور ويتعلق الأمر بالهلال والمريخ السودانيين، وسموحة المصري، المغرب التيطواني المغربي، ليُصبح بذلك عدد النوادي العربية المتأهلة 7 فرق كاملة، كما تأهل إلى هذا الدور أيضا فريق تي بي مازيمبي الكونغولي وهو النادي الوحيد غير العربي. وبهذه النتيجة، حققت الكرة الجزائرية إنجازا تاريخيا في سجل مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، بعد تأهّل 3 أندية من بلد واحد إلى دور المجموعات، حيث لم يحصل لأي بلد إفريقي شرف الحضور بثلاثة أندية دفعة واحدة في دور المجموعات، إلا أن الكرة الجزائرية كسّرت هذا الحاجز وتمكنت من المرور إلى هذا الدور بكافة نواديها الثلاث المشاركة، هذا وكانت "الكاف" قد استحدثت نسخة جديدة للمسابقة وغيّرت الإسم في موسم 1996-1997 من "كأس إفريقيا للأندية البطلة" إلى "رابطة أبطال إفريقيا"، ورفعت حينها من عدد الفرق المشاركة، كما أدرجت نظام المجموعات بفوجين من 4 أندية مناصفة الذي يسبق المباراة النهائية، ثم صار يليه الدور نصف النهائي ابتداء من طبعة 2000-2001. هل تحسن مستوى البطولة الجزائرية أم تراجعت النوادي الإفريقية؟! لقد أثار التعرف على النوادي المتأهلة لدور المجموعات ل"الشامبيونز لييغ" العديد من التساؤلات لدى العديد من المتتبعين للشأن الرياضي، خصوصا وأنه من بين الأندية الثمانية المشاركة في هذا الدور لا يوجد سوى فريقين فقط سبق لهما التتويج باللقب، ويتعلق الأمر بالوفاق الذي تُوج بالبطولة عامي 1988 و2014، وكذلك مازيمبي الكونغولي الذي أحرز الكأس أعوام 1967 و1968 و2009 و2010. فيما غابت باقي النوادي العملاقة على غرار الأهلي المصري الذي أُقصي أمام المغرب التيطواني بركلات الترجيح ويغيب عن هذا الدور للعام الثاني على التوالي، وكذا الترجي التونسي وإنيمبا النيجري وهي كلها نوادي لها تاريخ طويل في هذه المنافسة، فهل يمكن ربط تأهل وإقصاء النوادي الغائبة بالمشاكل السياسية والأمنية الموجودة في تلك البلدان والتي حالت دون تواجدها في هذا الدور المتقدم، أم أن أمر الإقصاء من الأدوار التمهيدية الأولى لا يتجاوز حدود الإطار الرياضي وكفى. بالموازاة من ذلك، فالمتمعن في مسيرة النوادي الجزائرية في منافسة "اتشامبيونز لييغ"، يلاحظ أنها نجحت في التأهل على حساب نوادي عريقة على غرار أشانتي كوتوكو الغاني، الرجاء البيضاوي، الصفاقسي التونسي، كالوم الغيني، ونوادي مجهرية أخرى كسان جورج الإثيوبي، فولاح إيديفيس التشادي، وهو ما يدعونا إلى التساؤل هل النوادي الجزائرية أضحت أقوى وأكثر تنافسا وإثارة وحققت طفرة كبيرة نحو الأعلى، كما أعلنته "الفيفا" خلال الأسبوع الماضي، أم أن الأمر لا يتجاوز مجرد تراجع النوادي الإفريقية المنافسة ليس إلا ؟! في المقابل، ستسحب "الكاف" اليوم قرعة دور المجموعات بمقرها الذي يقع بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث لا يستبعد أن تدرج وفاق سطيف ومازيمبي كرأسي المجموعتين، على اعتبار أنهما الفريقان الوحيدان اللذان حصل لهما شرف إحراز كأس رابطة أبطال إفريقيا بين الفرق المتأهلة. جدير الذكر، أن الجولة الأولى لدور المجموعات ستقام بين ال 26 وال 28 من جوان المقبل. فيما يسدل الستار بتنظيم الجولة السادسة بين 11 و13 سبتمبر من العام الجاري.