أكدت تنسيقية الحركات الأزوادية على توقيعها على اتفاق السلام لإنهاء أزمة مالي غدا بباماكو المالية، وأوضحت أن القرار تأكيد على نيتها في إحلال السلم والأمن والاستقرار في البلاد، داعية الوساطة الدولية إلى دعمها في المرحلة القادمة، لإعادة التنمية إلى منطقة الشمال. وكشف رئيس حركة الائتلاف الشعبي من أجل الأزواد، عادل محمود شريف أبو بكر طاهر، أن التنسيقية وافقت على التوقيع على اتفاق السلام الذي أعلن عنه في الجزائر في الفاتح من مارس الماضي، غدا الجمعة، وذلك استجابة لدعوة الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر، مشيرا إلى أنها تحترم جميع المواثيق والمعاهدات التي وقعت عليها في الجزائر في وقت سابق، بما فيها تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار، موضحا أن الجنود الماليين الذين قضوا بالقرب من تمبكتو، اخترقوا الأراضي الأزوادية دون سابق إنذار، مؤكدا أن العمليات التي تشهدها مالي لن تكون عائقا أمام مساعي التنسيقية الحثيثة لإحلال الأمن والاستقرار في مالي، وأضاف أن تهديدات مجلس الأمن بإمكانية إدراجهم كإرهابيين، إجحاف في حقهم، لأنهم لا يملكون توجه الإرهاب وإنما يرفعون مطالب مشروعة، ولا علاقة لهم بالفكر المتطرف، والأهم لديهم تسوية عادلة للنزاع القائم مع الحكومة المالية. وفي السياق، زعلن المتحدث في اتصال ب«البلاد"، عن اجتماع في العاصمة البوركينابية، لمناقشة تفاصيل التوقيع على اتفاق السلام، كاشفا عن أن الأطراف ستقرر التعجيل بتجسيده على أرض الواقع، لنفي التهمة عنها لأن الوضع في مالي يشكل تهديدا على المنطقة ودول الجوار كالجزائر، متهما في الوقت ذاته الجيش المالي بمحاولة عرقلة التوقيع، قائلا: "سيعرف العالم يوما أن حكومة مالي من أعاقت عملية السلام" ويتواجد وفد من التنسقية بالجزائر العاصمة، للتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، وذلك بإشراف من الجزائر وفريق الوساطة الدولي على رأسه هيئة الأممالمتحدة، حيث أشار أبو بكر طاهر، إلى ان الوفد تنقل أمس إلى الجزائر العاصمة، حيث يجري التوقيع بالأحرف الأولى تمهيدا للاجتماع النهائي المبرمج غدا بالعاصمة المالية، وكشف عن أن الأممالمتحدة استجابت لمطلب التنسيقية المتمثل في تقديم ضمانات أممية وفتح نقاش معمق حول بنود الاتفاق التي تتصف بالغموض في مقدمتها، مسألة نزع السلاح وتمركز الجيش ونقل السلطات إلى الشمال. وجاء في بيان للتنسيقية وقعه بلال اغ شريف، أمس، تأكيد على رغبتها وعزمها المساهمة في مسار حل الأزمة السياسية بين أزواد والحكومة المالية، والتزامها المؤكد بتعزيز الاستقرار، وعزمها مواصلة الجهود المبذولة لتحقيق السلام ، وأضافت أنها لا يمكن أن تقبل بأن تكون "مجالا للمساومة أو أي مزايدة أو تهديدات" في حين تبقى وفية للمثل العليا للسلام وتؤكد أنه لا يمكن التوصل إلى أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار التطلعات المشروعة للشعب الأزوادي. ويمثل اجتماع الغد، نجاحا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية، التي عولت كثيرا على حل الأزمة المالية عن طريق الحوار السياسي، وبذلت جهودا كبيرة في سبيل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ما جعلها تحظى باحترام جميع دول العالم، بالنظر إلى مساعيها لإحلال السلم والأمن في المنطقة.