- مصدر دبلوماسي ل"البلاد": "التعصّب يهدّد التوصل إلى اتفاق" - عبد القادر مساهل: "ليبيا تعيش مخاطر التقسيم"بهاء الدين. م شرع فرقاء الأزمة الليبية أمس في مناقشة التفاصيل المرتبطة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وذلك برسم الجولة الثالثة من حوار الأحزاب والشخصيات السياسية التي تحتضنها الجزائر على مدار يومين. ويرتقب أن يوقّع طرفا الأزمة اليوم الخميس على مسودة الاتفاق السياسي، رغم وقوف عقبات برفض جزئي لدى بعض الفصائل لبنودها حسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي ل«البلاد". وذكرالمصدر أن استمرار الاقتتال بين الميليشيات وتردّي الأوضاع الأمنية المتزامنة مع التهديدات التي أطلقها تنظيم "داعش" بنسف المفاوضات وهاجس تمدد التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من البلاد قد خيّم أمس على اجتماعات الحوار التي تجري في جلسات مغلقة. ويشارك في جولة الحوار الجديدة، التي تختتم اليوم، نشطاء من "حزب العدالة والبناء" أو ما يعرف ب "إخوان ليبيا"، وممثلون عن "حزب التغيير الليبي" وأعضاء من "حكومة الإنقاذ الوطني" والمؤتمر الوطني العام غير المعترف بهما، فضلا عن نواب من البرلمان الليبي، بالإضافة إلى حضور إعلاميين ونشطاء سياسيين، فيما غاب عن هذا الجمع القيادي الإسلامي البارز عبد الحكيم بلحاج. وقال مصدر ليبي مشارك في اللقاء إن "أطراف الحوار يتولون حاليا معالجة أدق التفاصيل المتصلة بالقضايا الخلافية منها مصير السلطة التشريعية وتشكيلة الحكومة التوافقية". من جهته أوضح وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الثالث للحوار الليبي أن "موقف الجزائر الثابت يرمي إلى مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم من أجل حوار جامع لا يقصي طرفا إلا من صنفته اللوائح الأممية على قوائم الإرهاب وعيا منها بأن أمن ليبيا من أمنها". واستطرد الوزير قائلا إن هذا الحوار "يعتمد على إرادة الليبيين وحدهم دون تدخل خارجي، يمكن من إقامة حكومة وطنية توافقية تتولى إدارة الشأن العام وتعمل على تحقيق الاستقرار في كافة ربوع ليبيا وتجنب البلاد مخاطر التقسيم". واعتبر مساهل أن "تعاظم التهديدات الإرهابية وتمدد رقعة العنف إلى ربوع واسعة من العالم باتت مسألة تشغل المجموعة الدولية ككل" مضيفا بالقول "لعل استجابة أبناء ليبيا لدعوة الحوار هذه، تترجم وعيهم بخطورة التهديد الذي يحيط بوطنهم ويعبر عن عزمهم الراسخ عن صونه وحمايته". وخلص الوزير الى القول أن "أمن ليبيا من أمن الجزائر بل من أمن كل جيرانها ومنطقة الساحل برمتها". ويعكس هذا التصريح تخوّف الحكومة الجزائرية من إفرازات الاضطرابات المتفاقمة في ليبيا على أمن الجزائر الداخلي. ونشر الجيش الجزائري في الشهور الماضية المئات من عناصر الحرس على الحدود مع ليبيا، لمنع تسرب الأسلحة والمتطرفين. وشدّد الوزير على أن "الحل المنشود من خلال جهود الممثل الأممي برنادينو ليون والمعتمد على أساس قيام حكومة وطنية توافقية، يتطلب من جميع الأخوة الليبيين المساهمة في تحقيق شروطه". وأضاف قائلا إنه "مهما كان في تقدير أي طرف أن دعم هذا الحل يترتب عنه تنازلات، فإن التنازل للوطن أمر ليس بالغريب على الليبيين الذين رسموا للتاريخ أبدع صور التضحية". من جانبه أبدى المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون حسب بيان نشرته البعثة على موقعها الالكتروني "قلقا بالغا من تردي الأوضاع الأمنية في البلاد وتزايد الأعمال الإرهابية التي باتت تشكل خطراً داهماً على أمن واستقرار ليبيا، ووحدتها الوطنية وتماسكها الاجتماعي وعلى دول الجوار إذا لم تسارع الأطراف المتخاصمة لتحقيق مصالحة وطنية لإنقاذ البلاد" وقال ليون إن المتطرفين من تنظيم داعش في ليبيا، يمكن أن يصبحوا "تهديداً خطيراً للغاية" على ليبيا وعلى العالم، خلال أشهر فقط، إذا فشلت مساعي المصالحة. وأضاف ليون أن وجود تنظيم داعش في ليبيا تحول في الشهور الأخيرة من جماعات صغيرة، إلى تنظيم يضم أكثر من 2000 عنصر بشكل يستدعي تكاثف الجهود لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره وبغض النظر عن دوافعه، ووضع حد له قبل أن يتمدد ويتوطن بشكل يصعب القضاء عليه. فالحل السياسي الذي يضع حداً للانقسام والفوضى، يساهم بشكل كبير في جهود مكافحة الإرهاب ومنع انتشاره"، وتابع ليون "يجب التوصل في أقرب وقت إلى حكومة توافق وطني، وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية قبل فوات الأوان".