ال دبلوماسيان إن مساعي مجلس الأمن الدولي لإجازة خطة الاتحاد الأوروبي الرامية إلى التصدي للارتفاع الحاد في موجات الهجرة عبر البحر المتوسط، توقفت إلى حين موافقة ليبيا عليها. ويريد الاتحاد الأوروبي المكون من 28 دولة القبض على المهربين وتدمير سفنهم التي تساعدهم في زيادة عدد المهاجرين الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط. غير أن الاتحاد يحتاج إلى موافقة ليبيا على خطته، كما أنه يريد تفويضاً من الأممالمتحدة للسماح له بالعمل في المياه الإقليمية الليبية والمناطق الساحلية. وتعتبر ليبيا عنصراً أساسياً في خطة الاتحاد الأوروبي لاعتراض زوارق تهريب المهاجرين غير النظاميين على سواحلها وفي مياهها الإقليمية، إذ إن أغلب المهاجرين الذين يعدون بعشرات الآلاف ينطلقون من سواحلها الغربية صوب أوروبا. ويقوم الأعضاء الأوروبيون -بريطانيا وفرنسا وليتوانيا وإسبانيا- في مجلس الأمن المكون من 15 دولة، بصياغة قرار لإقرار العملية بموجب البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يسمح باستخدام القوة. وقال دبلوماسي رفيع من الأممالمتحدة إن صياغة القرار "توقفت" إلى أن يتضح أن "هناك موافقة ليبية". وأضاف الدبلوماسي طالبا عدم نشر اسمه، أن الموافقة الليبية "شرط أساسي للقرار بتكوينه الحالي وللمهمة كما هي متصورة في الوقت الراهن"، وتابع أن الأوروبيين لا يسعون لتمرير قرار نظراً للمخاوف بشأن السيادة. وقال "إنها عملية من الواضح أنها تستغرق وقتاً أطول مما هو متوقع، غير أنها عملية بناءة". ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن دبلوماسي آخر بمجلس الأمن في نيويورك -لم تسمه- القول إن الحصول على موافقة ليبيا في هذا الموضوع مسألة معقدة، لأن الحكومة الموجودة في طبرق لا سلطان لها على الساحل الغربي الذي تنطلق منه أغلب سفن تهريب المهاجرين إلى أوروبا. وفي سياق متصل، اجتمعت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ووزيرا خارجيتي بريطانيا وإيطاليا فيليب هاموند وباولو جنتيلوني على التوالي، مع نظيرهم الليبي محمد الدايري في الحكومة التي عينها البرلمان المنحل في طبرق. وبحث الاجتماع مسألة رفض الحكومة الليبية عزم الاتحاد الأوروبي تشكيل قوة بحرية لمكافحة الهجرة غير النظامية في البحر الأبيض المتوسط. وكان السفير الليبي لدى الأممالمتحدة إبراهيم دباشي أعلن الثلاثاء رفض بلاده مسودة قرار في مجلس الأمن يعتمد الخطة الأوروبية لوقف تدفق المهاجرين من شمال أفريقيا -ولا سيما ليبيا- إلى السواحل الأوروبية، عبر تشكيل قوة بحرية تتولى مكافحة المهربين.