مطالب بصلاحيات إضافية لقوات الأمن لتمكينها من التدخل بشدّة ضد مثيري العنف شهدت مدينة بريان شمال غرداية ليلة الجمعة إلى السبت أحداث عنف جديدة حيث اندلعت مواجهات ساخنة بين وحدات التدخل التابعة للأمن الوطني ومئات الشباب ودامت الصدامات لعدة ساعات وأسفرت عن سقوط سبعة جرحى وغلق الطريق الوطني رقم واحد. وفشلت التعزيزات الأمنية التي أمرت وزارة الداخلية بنقلها إلى بريان في منع غلق الطريق الوطني رقم واحد على مدى أكثر من ست ساعات، ولم تتمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على الطريق إلا بعد تسجيل جرحى في المناوشات. وذكر مصدر استشفائي محلي أن سبعة أشخاص أصيبوا بجروح في مواجهات متقطعة بين مجموعات من الشباب استدعت تدخلا عاجلا للوحدات الأمنية لفض المناوشات قبل أن تتطور الأوضاع بين المتخاصمين باستعمال الأسلحة البيضاء. وقد بدأت الأحداث الأخيرة بعد مناوشة طفيفة تطورت بسرعة لكي تتحول إلى مصادمات عنيفة بين الدرك والشرطة من جانب وشباب ملثمين من جانب ثان، ثم التهبت أغلب أحياء بريان لتشمل المصادمات والتراشق بالحجارة والقضبان الحديدية كل أحياء المدينة وتواصلت أعمال الشغب وغلق الطريق الوطني طيلة الليل. وقد اضطرت قوات مكافحة الشغب إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات الشباب الذين كانوا يتراشقون بالحجارة ومقذوفات أخرى حسبما ذكرت مصادر محلية.وتم نشر تعزيزات أمنية هامة تابعة لقوات الشرطة مدعومة بقوات الدرك الوطني لوضع حد لهذه المناوشات التي اندلعت بعدد من أحياء هذه المدينة وفق ذات المصدر. وأدت المناوشات إلى انقطاع حركة المرور في شطر الطريق الوطني رقم واحد العابر لمدينة بريان خلال هذه الأحداث قبل أن تقوم قوات حفظ النظام بإعادة فتح حركة المرور أمام مستعملي هذا الطريق. وقد أسفرت الأحداث الأخيرة عن تخريب وحرق 4 بيوت وجرح سبعة أشخاص وإصابة عشرات النساء والأطفال بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع. وتم حسب مصدر من أمن ولاية غرداية توقيف أربعة أشخاص خلال الليل، ولم يفلح أعيان البلدة في منع تدهور الأوضاع حتى بعد المصادقة الثانية على خطة ورقة الطريق في لقاء مع وزير الداخلية السابق، الطيب بلعيز؛ حيث شهدت عدة مناوشات طفيفة وتكرارا للاعتداءات التي بلغت حد تنفيذ اعتداء منظم على سيارة الشرطة، خلال الأسبوع الماضي تلاه اعتداء ثان على دركي في حي آخر. ويذكر أن مناوشات كانت قد اندلعت في الآونة الأخيرة بين مجموعات من الشباب بمدينة القرارة (120 كلم شمال شرق عاصمة الولاية) عقب انطلاق ورشات مشروع للترقية العقارية بمنطقة البطحة. وحسب عضو من المجلس الشعبي البلدي، فإن تكرار الاعتداءات ضد الأشخاص، في الأسابيع الأخيرة، أدى إلى تدهور الوضع مع بقاء المعتدين دون مساءلة، في العديد من الحالات، رغم شكاوى الضحايا. وحسب مصدر طبي، فإن عدد الجرحى الأولي يفوق 12 شخصا على اعتبار أن بعض الجرحى يتفادون التوجه للمستشفى خشية الاعتقال ، واضطر ممثل اللجنة الأمنية الولائية بالمنطقة لطلب تعزيزات من عاصمة الولاية بعد أن تفاقمت المصادمات لحد مخيف. ووفق مصادرنا، فإن عدد الموقوفين، إلى غاية مساء أمس، بلغ أربعة أشخاص اعتقلوا أثناء المطاردات التي خاضتها قوات الشرطة والدرك عبر شوارع المدينة. وقال أحد الأعيان ''رغم ما حل بمنطقة بريان من مآس، فإن هناك لغزا يؤدي في كل مرة للإصرار على مواصلة المأساة في هذه البلدة الصغيرة التي باتت تحت رحمة دوامة العنف". وأفادت مصادر مطلعة ل"البلاد" أن مسؤولي مصالح الأمن أوصوا في تقارير رفعوها إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بالعمل بنظام حظر التجول بصفة مؤقتة في بريان في الليل، وإعطاء صلاحيات إضافية لقوات الأمن من أجل السماح لها بالتدخل بصفة أكثر شدة ضد مثيري العنف. وحسب ذات المصادر، فإن هذه التقارير تدرس حاليا على مستوى وزارة الداخلية لرفعها للجهات المختصة في الدولة.