نزل أمس أعوان الوحدات الجمهورية للأمن في بريان بولاية غرداية مجددا إلى الشارع، للاحتجاج على "تعرضهم للاعتداءات المتكررة بالزجاجات الحارقة من طرف مجموعات شبانية". ونظم الغاضبون مسيرة سلمية دعت "لتدخل وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، لتحسين ظروف عملهم في منطقة توتر يميزها تجدد متكرر لأعمال الشغب". وفي مؤشر يكشف أن الوضع في منطقة وادي ميزاب مرشح لمزيد من التعفّن، عاشت أحياء واسعة من مدينة بريان طيلة ليلة أمس الأول موجة جديدة من عمليات التخريب والحرق، حيث تعرضت مساكن ومحلات تجارية وممتلكات خاصة لعمليات استهداف أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى. فيما شهدت بساتين النخيل ومستثمرات فلاحية عدة لتخريب ونهب شملت السطو على المواشي وقتل بعضها وردم الآبار وإتلاف مزروعات. وأفادت مصادر محلية متطابقة تحدثت أمس ل«البلاد" أن هدوء نسبيا خيّم في الصبيحة بولاية غرداية، حيث عززت قوات الدرك الوطني من انتشارها في عدة مواقع انسحبت منها وحدات الشرطة، خاصة في بريان. وبعثت الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة لعناصر الأمن المخاوف من انزلاق الوضع إثر تجدد المواجهات التي اندلعت في ال24 ساعة الماضية بعدد من أحياء المدينة. وأقدم تجار المدينة في عدة أحياء على غلق المحلات التجارية، حيث لم تفتح أبوابها تنديدا بقيام مجموعات شبانية مشاغبة برشق المحلات بالزجاجات الحارقة والحجارة ومواد أخرى. وفي هذا الصدد، ذكر هؤلاء التجار أن تلك المجموعات "حاولت في ليلة أمس الأول مهاجمة الأبواب وتخريب واجهات المحلات". وتطورت الوضعية في تلك الليلة لتتحول إلى مناوشات بين المتساكنين. وتمكنت فرق الدرك الوطني التي تم نشرها بمواقع الأحداث من تفادي تردي الأوضاع وذلك باستعمال وسائل تفريق ومنع التجمهرات. وأشارت المصادر أن معظم المؤسسات التربوية أوصدت أبوابها في وجه التلاميذ . غلق المحلات التجارية وتعليق الدراسة جاء في أعقاب توسع أعمال العنف والشغب، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، إلى كل من حي بن سوارة وشعبة نيشان وحي بلاعديس، وهي كلها أحياء شهدت احتجاج عناصر الوحدات الجمهورية للأمن ما نتج عنها تسجيل عشرات الجرحى. ونقل شهود عيان أن الاضطرابات تطورت كذلك لتشمل أحياء حاج مسعود ومليكة والثنية التي وقعت رهينة الاشتباكات بين المجموعات الشبانية ما دفع مصالح الأمن لتكثيف استعمال قنابل الغاز المسيل للدموع. وحسب شهود عيان، فقد أقدمت مجموعات من الشباب على التراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النيران بالعجلات قبل أن تتفاقم الوضعية لتخلق جوا من اللاأمن على مستوى شطر الطريق الوطني رقم 1 العابر لمدينة بريان والذي لا يمكن تجنبه ما تسبب في عرقلة حركة المرور قبل أن تتدخل قوات الأمن المجندة بعين المكان من أجل استعادة الأمن وفتح الطريق أمام حركة المرور مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. وقد تواصلت هذه الأحداث إلى ساعة مبكرة من صبيحة أمس، حيث تراشقت مجموعات من الشباب بالحجارة قبل أن تنتشر هذه المناوشات لتطال أحياء أخرى، لاسيما "كاف حمودة" ووسط مدينة بريان، حيث تعرضت محلات تجارية وسكنات للنهب والتخريب والحرق، حسبما أضاف المصدر. وذكر مصدر مسؤول من ولاية غرداية بهذا الخصوص أن "مجلس الأمن المحلي يضطلع بمتابعة تطورات الأحداث، خاصة بعد الاعتصامات التي قامت بها وحدات الشرطة، مؤكدا أن السلطات اتخذت تدابير للسيطرة على الوضع في المناطق التي شهدت أحداث شغب" مضيفا أن "العنف ليس سلوكا حضاريا للمطالبة بالحقوق مهما كان شكلها" وتابع المصدر" أن الحوار سيظل دائما قائما من خلال المنتخبين والمجتمع المدني بهدف الوصول إلى حلول ملائمة من شأنها أن تساهم في تلبية انشغالات السكان.