اهتمت العديد من المواقع الإلكترونية و وسائل الإعلام العالمية بالتقرير التلفزيوني الذي عرضته التلفزة الجزائرية الرسمية، حول واقع الصحة في الجزائر، والذي أظهر تدهوراً حاداً، وذلك من خلال الوضعية المأساوية لقسم الولادة بمستشفى قسنطينة، الذي يستقبل يوميا كما جاء في التقرير 100 امرأة تقريبا من كل ولايات شرق البلاد، أين يتم وضع سرير واحد لثلاثة إلى أربعة نساء، وأطفالًا حديثي الولادة يصل عددهم إلى أربعة في سرير واحد أيضا، هذا دون الحديث عن غياب كلي للنظافة وانتشار واسع للقمامة، الحشرات وأنواع الزبالة. هذا التقرير التلفزيوني وصفته شبكة "سي آن آن" الأمريكية ب "المأساوي" و "الفضيحة"،و قال تقرير إخباري نشر على الموقع العربي للشبكة الأمريكية بأن " مدينة قسنطينة شرق الجزائر تحولت من عاصمة الثقافة العربية إلى عاصمة الفضائح الصحية الجزائرية" مشيراً إلى أن تقرير التلفزيون الجزائري كشف "عن وضعية مأسوية تهدد صحة الأم والطفل وتعري واقع الصحة في الجزائر". ونقل الموقع عن الإعلامي سفيان مهني قوله بإن بث التقرير على وسيلة إعلامية عمومية وفي نشرة إخبارية يبين أن الصراع القائم بين وزير الصحة بوضياف وعدد من مدراء المستشفيات سواء الخاصة أو العامة ليس سوى تصفية حسابات والمواطن هو الضحية دائما. أما لكحل حسين، وهو طبيب في جراحة القلب على مستوى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة فقال حسب تقرير "سي آن آن عربية" إن الوزير معروف بحنكته ورغبته الشديدة لإصلاح واقع الصحة في الجزائر، بدليل ما قام به في نهاية مؤخرًا بغلق عدة مصحات وتوجيه إنذارات شديدة اللهجة لعدد من المستشفيات. وعلى صفحات الفيسبوك يقول تقرير 'سي آن آن" اشتعل غضب المتصفحين وتهاطلت التعليقات حول الحادثة والصور التهكمية، وكانت أبرزها القيام بمقارنة بين مواليد الصينبالجزائر، من خلال وضع صورة لمستشفى في الصين التي يبلغ تعداد سكانه 1,3 مليار نسمة ومع ذلك يملك كل طفل سريرا خاصا به وسط نظافة عالية، في حين أن الجزائر ب39,5 مليون نسمة غير قادرة على تسيير مستشفياتها. بينما علق آخرون على الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الدولة وأبرزها بناء مسجد كبير في العاصمة تصل تكلفته إلى أربعة ملايير دولار، وفق ما أعلنته السلطات، في حين أن ميزانية وزارة الصحة لا تصل إلى أقل من ثمن هذه التكلفة في عام كامل، وكان على الأجدر حسب متصفحي "الفايس بوك" أن تقوم الدولة برصد تلك الأموال للمستشفيات بدل تبذيرها في معلم حتى وإن كان دينيًا. رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني اعترف في حديثه ل"CNN" بالعربية أن هناك تقصيرًا واضحًا وغياب للرقابة من السلطات المختصة، فالطبيب حسبه وسط ظروف صعبة وأمام مرضى يعدون بالمئات كل يوم، فالمهنة والواجب لا يسمحان له بترك المريض يتعذب بمبرر ضرورة تنظيف المكان، ف"في بعض المستشفيات وحتى المصالح الخاصة لا تحترم أبجديات المهنة ولا ظروف العمل بقدر ما يهمها الربح السريع" على حد قوله. ومن جانبه رد رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني عن أسئلة "سي آن آن" بالقول :"هناك بارونات أو مافيا متورطة في تدهور قطاع الصحة في الجزائر.على كل شخص أن يتحمل مسؤوليته بداية من العامل، الطبيب، المسؤولين والدولة فالفضحية كبيرة والمواطن دائما ما يدفع الثمن، لهذا نحن كهيئة نددنا بهذا الوضع ونطالب بتدخل عاجل ليس في قسنطينة فقط ، فالمدينة هي إلا نموذج لفساد علينا أن نحاربه ولا نبقى نندد ونبعث رسائل لا مجيب عنها".