على الرغم من أن الدولة الجزائرية دقت ناقوس الخطر فيما يخص الوضع الاقتصادي في البلاد بسبب نزول أسعار النفط في السوق العالمية والإجراءات الجديدة التي جاء بها قانون المالية الجديد للحد من بذخ بعض القطاعات وعملية التقشف التي تمارسها لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب للجزائر، لكن كل ذلك لم يردع معظم الأندية الجزائرية عن صرف الملايير على انتداب اللاعبين في سوق التحويلات الصيفية، والغريب في الأمر أن جل تلك الأموال هي أموال الدولة الجزائرية بما أن جل أندية الرابطة الأولى أو الثانية تقتات من مساعدات وزارة الرياضة أو المؤسسات العمومية التي تهيمن على بعض أندية الرابطة المحترفة الأولى، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مراقبة الدولة لكل تلك الأموال التي لا تدفع عليها ضرائب، خاصة أن الرواتب المتعلقة باللاعبين مرتفعة وقاربت لتصل لأرقام فلكية، يأتي ذلك عوض صرفها في التكوين وإنشاء أكاديميات تسمح بتطوير قدرات اللاعب المحلي وجعله أكثر تنافسية وحاولت الاتحادية الجزائرية وعلى رأسها محمد روراوة إدخال بعض التغييرات على نظام التعاقدات، على غرار تقديم كشف حساب للرابطة عن الرواتب وضرورة تسديد المستحقات عن طريق الصكوك حتى تكون الأمور ممنهجة بشكل كبير وتفادي التلاعبات التي كثيرا ما ميزت الصفقات بين اللاعبين ورؤساء الأندية. صفقة الثلاثي كلفت أكثر من 7 ملايير سنتيم بحساب الراتب السنوي أموال سوناطراك لتمويل صفقات درارجة وصلاح وعبيد ويبقى عميد الأندية الجزائرية التي يشرف على تسييرها الشركة البترولية الأولى في الجزائر "سوناطراك" من بين أكبر الأندية التي صرفت في الموسم الرياضي الجديد، حيث كلفت خزينة النادي ورقة تسريح درارجة حوالي مليارين و800 مليون سنتيم على أن يتقاضى اللاعب راتبا شهريا يصل ل280 مليون سنتيم في وقت أن ورقة إعارة اللاعب عبيد من الصفراء كلفت حوالي 500 مليون سنتيم مع راتب سنوي يصل إلى مليار و800 مليون سنتيم وهو ما ينطبق على اللاعب الإثيوبي السابق في الأهلي المصري صلاح الدين الذي يتقاضى راتبا سنويا يصل لمليار و800 مليون سنتيم دون حساب ورقة تسريح الحارس السابق في اتحاد بلعباس ماتيجاس وبعملية حسابية بسيطة فجلب ثلاثة لاعبين للنادي سيكلف خزينة سوناطراك ما يفوق سبعة ملايير سنتيم باحتساب الرواتب الشهرية لهؤلاء اللاعبين الثلاثة اتحاد العاصمة رشد النفقات وجلب عودية بأكثر من 200 مليون كراتب في الشهر وعلى عكس المواسم الماضية، فقد اعتمدت إدارة حداد المالكة لنادي اتحاد العاصمة على عملية ترشيد النفقات من خلال الحفاظ على التعداد واستقدام أربعة لاعبين فقط وكان على رأسهم المهاجم الدولي السابق محمد أمين عودية الذي سيلعب على شكل إعارة من ناديه الألماني على أن يتحصل اللاعب على راتب شهري يفوق 200 مليون سنتيم، وهو ما ينطبق على بن عيادة الوافد الجديد من جمعية وهران الذي سيتحصل على راتب يقارب 200 مليون في الشهر الطاسيلي لتمويل استقدام مغني وكوني لشباب قسنطينة من جانب ثانٍ، مولت شركة طاسيلي التي تسير نادي شباب قسنطينة صفقات النادي بجلب بعض اللاعبين بأثمان قيل عنها إن فيها الكثير من العقلانية بالنظر إلى قيمة هؤلاء اللاعبين على غرار مراد مغني الدولي السابق الذي سيتقاضى راتبا شهريا في حدود 150 مليون سنتيم إلى جانب اللاعب الايفواري كوني الذي لن يقل راتبه عن راتب الدولي الجزائري السابق دون تناسي بعض الاستقدامات الأخرى في الفريق.