بات المهاجم وليد درارجة أغلى لاعب في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد أن بلغت قيمة تحويله من مولودية العلمة إلى مولودية الجزائر 3 ملايير سنتيم، على أن يتقاضى هداف البطولة الموسم المنصرم راتبا شهريا صافيا بقيمة 280 مليون سنتيم! أرقام تطرح أكثر من علامة استفهام حول المعايير المعتمدة في تحديد وصرف هذه الأموال الخيالية على لاعب لم يحظ حتى بدعوة واحدة من المنتخب الوطني الأول، وسط صمت رهيب للسلطات الوصية التي اتخذت موقف المتفرج على ”هدر المال العام” من طرف مسؤولي النوادي الجزائرية، وأولهم موظفو إدارة ”عميد” الأندية الجزائرية المملوك لشركة سوناطراك، في وقت الجزائر مقبله على أزمة اقتصادية حادة. على خطى طهراوي وغزالي ولا يبالي رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر عبد الكريم رايسي بصرف مبلغ ضخم على لاعب قادم من فريق سقط للدرجة الثانية، مادام المبلغ سيقتطع من خزينة ”البقرة الحلوب” سوناطراك، ولا يأبه رايسي أيضا بإمكانية فشل هذه الصفقة كما كان مصير أغلب الصفقات ”الكبرى” التي عرفتها البطولة الجزائرية سابقا، مثل صفقة انتقال عبد المجيد طهراوي بمليار و250 مليون سنتيم من أولمبي الشلف لاتحاد البليدة (قضى موسما واحدا في البليدة واكتفى بهدف واحد من ضربة جزاء) أو صفقة تحويل يوسف غزالي من وداد تلمسان لوفاق سطيف مقابل 2 مليار سنتيم و100 مليون راتبا شهريا للاعب (طرد لاحقا بسبب سوء انضباطه وغياباته المتكررة) وأكيد أن رايسي لم يضع في حسبانه أيضا أن إمكانية استرجاع المبلغ الذي صرف على خريج مدرسة حسين داي مستقبلا من خلال تحويله للاحتراف غير وارد، مادام لاعبا غير دولي ولا يبدو مرشحا ليكون كذلك في المستقبل القريب. امتيازات ل ”مابروغاز” وراء خيار المولودية ويعكس ما يحدث هذه الأيام بين رئيس النادي الهاوي لمولودية العلمة عراس هرادة ورئيس مجلس الإدارة عبد الرزاق حركات، طبيعة تفكير مسؤولي النوادي الجزائري، وهو التفكير الذي لا يحركه سوى الحرص على تحقيق أكبر قدر من المنافع الشخصية على حساب مصالح نواديهم، بدليل أن حركات تراجع عن اتفاق سابق لتحويل درارجة لنادي نجران، رغم أن النادي السعودي كان وافق على دفع مبلغ 500 ألف دولار لشراء عقد اللاعب، متسببا (حركات) في خسارة لفريقه بما يعادل 2,5 مليار سنتيم بقبوله عرض المولودية، ولا تبدو حجة رفض درارجة الانتقال للفريق السعودي بداعي تواجد مدينة نجران على خطوط النار في الحرب بين المملكة السعودية والحوثيين في اليمن مقنعة لأحد، خاصة بعد أن أعلن النادي السعودي تحوله بشكل رسمي لاستقبال منافسيه الموسم المقبل إلى مكةالمكرمة. ويقول مصدر عليم بالملف إن حركات اختار مولودية الجزائر دون أندية أخرى تقدمت بعرض شراء عقد درارجة، ومنها وفاق سطيف، حتى يستفيد مثلما يروج من امتيازات من مالك نادي المولودية شركة سوناطراك لصالح شركته الخاصة المصنعة للأنابيب المسماة ”مابروغاز”. شنيحي.. ضحية البزنسة وقبل درارجة، كان مهاجم مولودية العلمة السابق براهيم شنيحي المنتقل حديثا للنادي الإفريقي محل ”بزنسة” حقيقية، تكشفت في لقاء الجولة الثالثة لرابطة الأبطال الإفريقية الأخير بين اتحاد العاصمة ومولودية العلمة، وهذا لما اكتفى رئيس النادي الهاوي ل ”البابية” عراس هرادة بحضور بضع دقائق من المباراة قبل أن يغادر ملعب بولوغين على جناح السرعة لأنه كان مشغولا باستقبال المناجير المدعو ”بوب” في مطار هواري بومدين قادما من تونس، حاملا معه حصة هرادة من الصفقة والتي كانت خارج العقد القانوني الذي وقع بين إدارة العلمة والنادي الإفريقي، وهذا كون هرادة ساهم بشكل مباشر في إقناع لاعبه الدولي بالتحول للإفريقي على حساب كل العروض الأجنبية التي وصلته. هذا ما أشغل فتيل الصراع الذي يصنع يوميات مولودية العلمة هذه الأيام ووصل لأورقة المحاكم، خلاف كان ظاهره أحقية كل واحد بتسيير الفريق، لكن باطنه هو من يستفيد من ”البزنسة” في اللاعبين.