حذرت الولاياتالمتحدة مواطنيها من مخاطر السفر إلى الجزائر، خاصة في منطقة القبائل والمناطق النائية في جنوب وشرق البلاد، متحدثة في بيان لوزارتها الخارجية، يحمل عنوان "تحذير بخصوص السفر إلى الجزائر"، أن المخاطر الأمنية لا تزال قائمة ومحتملة في هذا البلد. وأضافت الخارجية في هذا البيان الذي نشرته يوم الأربعاء 26 أوت مستبدلًا بيانًا آخر سبق نشره في فيفري 2015، أنه على المواطنين الأمريكيين الراغبين في زيارة الجزائر تقييم المخاطر على أمنهم الشخصي، بما أن هناك "خطرًا عاليًا للإرهاب في الجزائر"، رغم نشاط القوات الأمنية الكثيف في معظم المدن الجزائرية. وزاد البيان أن غالبية الهجمات الإرهابية، بما فيها التفجيرات والحواجز المزيفة والاختلاف والكمائن تحدث في المناطق الجبلية من الشرق الجزائري، خاصة منطقة القبائل والولايات الشرقية، وكذلك في المناطق الصحرواية في الجنوب والجنوب الشرقي، متحدثة أن التنظيم الإرهابي "جند الخلافة" قام خلال عام 2014 باختطاف وإعدام مواطن فرنسي. وتابع البيان أن تنظيمًا جهاديًا مرتبطًا القاعدة، هاجم منشأة لإنتاج الغاز إن إميناس، بالقرب من الحدود الليبية، عام 2013، ممّا أدى إلى اختطاف حوالي ألف رهينة، قتل منها 38، بينهم ثلاثة أمريكيين، ممّا يدعو إلى تجنب السفر إلى هذه المناطق، وإلى أخذ الحذر عند مغادرة العاصمة الجزائرية، متحدثًا أن التهديد يصل إلى العاملين في السفارة الأمريكية بالعاصمة، ممّا يُوجب اتخاذ إجراءات أمنية معيّنة. وأبرز البيان أن الجزائر تشهد مجموعة من الجماعات الجهادية التي تنشط في المناطق الصحراوية، منها المرابطين، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وتنظميات أخرى تابعة لتنظمي الدولة الإسلامية، فضلًا عن مسلحين في الجبال التونسية القريبة من الحدود الجزائرية وفقا لبيان الوزارة الذي شمل أيضا تحذيرات من السفر إلى مناطق في باكستان وأفغانستان. الجزائر وصفت هذه الخرجات الأمريكية المتكررة ب "المغلوطة" و"غير الواقعية" و"لا المؤسسة" وكانت الدبلوماسية الجزائرية، قد أدانت التحذيرات الأمريكية في العديد من المرات، و التي وجهتها سابقا الولاياتالمتحدة إلى الراغبين في السفر إلى الجزائر، مشيرة إلى "مخاطر من الإرهاب والخطف"، حيث أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف، لوكالة الأنباء الجزائرية أن "التأكيد الذي يشير إلى أن مجموعتين إرهابيتين لا زالتا تنشطان عبر التراب الجزائري غير مؤسس كليًا هو الآخر على غرار تحذيرات أخرى المتعلقة بأخطار وقوع هجمات على مؤسسات فندقية بالجزائر العاصمة". وطلبت السفارة الأمريكية في الجزائر من مواطنيها تجنب الفنادق المملوكة لكبرى الشركات الأمريكية أو التي يديرها أمريكيون في العاصمة الجزائرية في الرابع والخامس من جويلية تحسبًا لهجمات إرهابية. وتساءل بن علي شريف عن "عادة اللجوء إلى صيغ نمطية لا زالت تطبق على الجزائر حتى وإن كانت الجزائر من وجهة النظر الاستراتيجية قد تغلبت على الإرهاب وأصبحت منذ وقت طويل من الفاعلين الأساسيين في التعاون لمكافحة الإرهاب في العالم". وأضاف الدبلوماسي أن التحذير الأمريكي "لا يمت بصلة إلى الحقائق المؤكدة حول الوضع الأمني في الجزائر ولا إلى نوعية الشراكة الجزائريةالأمريكية في العديد من المجالات الجوهرية ستؤدي للأسف إلى تحويل الأنظار عن المسارح الحقيقية، حيث يتواجد ويتصاعد الإرهاب مما يتطلب يقظة وتجندًا أكبر".