شرع أمس جنود سوريون مدعومون من جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين إيرانيين في هجوم جنوبي مدينة حلب، حيث يوسع الجيش نطاق هجوم في غرب سوريا على مقاتلي المعارضة بدعم من ضربات جوية روسية، وهو ما يعني أن الجيش الآن يضغط على مقاتلي المعارضة على عدة جبهات قرب المدن السورية الرئيسية في الغرب التي ستعزز السيطرة عليها قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة حتى إذا كان شرق البلاد لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مصدر عسكري حكومي كبير عن الهجوم الذي يدعمه مئات من مقاتلي حزب الله والقوات الإيرانية والذي قال إنه حقق بعض المكاسب على الأرض هذه هي المعركة الموعودة"، مضيفا أن هذه أول مرة يشارك فيها مقاتلون إيرانيون بهذا العدد في الصراع السوري رغم أن أعدادهم متواضعة مقارنة بالقوات السورية. إلى ذلك، نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن وسائل إعلام أمريكية أن "مجموعة من جنود قوات النخبة في الجيش الكوبي توجهت إلى سوريا لدعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد"، بعد يوم من كشف مسؤول إقليمي أن المقاتلين الإيرانيين - الذين يبلغ عددهم الآن نحو 1500 فرد - بدأوا في الوصول إلى سوريا، بعد بدء الغارات الجوية الروسية. وأعلنت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أول امس، أن "رئيس القوات المسلحة الكوبية الجنرال ليوبولدو سينترا فرياس زار سوريا مؤخرا، لقيادة مجموعة من الأفراد العسكريين الكوبيين وتوحيد القوى مع روسيا في دعمها لنظام الأسد". ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي رفض ذكر اسمه أن "هناك أدلة وتقارير استخباراتية تؤكد انتقال وحدات من القوات الكوبية التي تلقت تدريبات في روسيا إلى سوريا"، مرجحا وصول هذه القوات على متن الطائرات الروسية إلى مطار دمشق الدولي. وأفاد مدير معهد الدراسات الكوبية الأمريكية جيم سوتشليكي، مؤخرا، نقلا عن ضابط عربي، بأن "طائرتين روسيتين تقلان جنودا كوبيين هبطتا في مطار دمشق الدولي". وقال إنه "غير متفاجئ بالأمر، بالنظر إلى تاريخ روسيا الطويل في توريد المعدات العسكرية إلى كوبا، إضافة للعلاقة الوثيقة جدا بين البلدين". وحسب المعلومات التي ذكرها سوتشليكي، فإن الضابط سأل الجنود الكوبيين عن سبب مجيئهم إلى سوريا، وعلم أنهم خبراء في استخدام الدبابات الروسية، وجاؤوا من أجل دعم الأسد. وتابع سوتشليكي: "يذكرني هذا بالعلاقات الروسية الكوبية المتينة، والدعم العسكري الروسي للكوبيين بالسلاح على مدى أعوام". ميدانيا، اسقطت طائرات حربية تركية طائرة بدون طيار مجهولة الجنسية في المجال الجوي التركي قرب الحدود مع سوريا يوم الجمعة فيما قال مسؤول أمريكي إن واشنطن تعتقد أن الطائرة روسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كل طائراتها في سوريا عادت بسلام إلى قواعدها وإن كل الطائرات بدون طيار تعمل "وفقا لما هو مخطط". ويسلط إسقاط الطائرة بدون طيار الضوء على المخاطر التي تواجهها تركيا فيما تنفذ طائرات من سورياوروسيا والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة مهمات قتالية قرب حدودها. وذكر الجيش التركي أن طائراته أسقطت الطائرة بعد أن واصلت مسارها رغم تحذيرها ثلاث مرات بما يتماشى مع قواعد الاشتباك التركية. وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن الطائرة أسقطت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات داخل المجال الجوي التركي. وقال مسؤول بارز في الحكومة التركية لرويترز "إنها طائرة دون طيار. نحاول تحديد جنسيتها." انسانيا، بلغت حصيلة قتلى النزاع السوري الدموي في عامه الخامس أكثر من ربع مليون شخص، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه وثق مقتل 250124 شخصا بين مارس العام 2011 و15 أكتوبر العام 2015، بينهم 74426 مدنياً، ويتضمن هؤلاء 12517 طفلاً و8062 امرأة، وارتفعت بذلك حصيلة قتلى النزاع السوري مقارنة بأخرى كان المرصد أعلنها في أوت وتمثلت ب240 ألفاً على الأقل، وبحسب المرصد، قتل 43752 عنصراً من الفصائل المقاتلة و37010 جهاديين من جنسيات أجنبية. إلى ذلك، قتل 91678 من قوات النظام السوري والمجموعات الموالية، بينهم 52077 جندياً و971 من حزب الله اللبناني. ولا تشمل حصيلة المرصد "أكثر من عشرين ألف مفقود داخل معتقلات قوات النظام"، فضلاً عن "نحو ألفي مختطف لدى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم داعش وجبهة النصرة، بتهمة موالاة النظام"، ولا تتضمن الحصيلة أيضاً "المئات من المقاتلين الأكراد من جنسيات غير سورية، الذين قضوا خلال قتالهم إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا".