بدأ المجمع الوطني للبترول سوناطراك مؤخرا عملية إعادة هيكلة بهدف توفير السيولة والتأقلم مع الهبوط الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية وضعف اهتمام المستثمرين الأجانب بالمساعدة في تطوير حقول جديدة لزيادة الإنتاج. وحسب وثيقة داخلية نشرتها وكالة رويترز للأنباء فقد تم تعيين أربعة مساعدين للرئيس التنفيذي الجديد للشركة أمين معزوزي لتولي المسؤولية عن قطاعات المنبع والمصب والنقل بما في ذلك خطوط الأنابيب والتجارة. ويقول معزوزي في الوثيقة المؤرخة في 12 أكتوبر إن التطورات في البيئة المحلية والخارجية تجعل القائمين على الشركة مضطرين لتهيئتها، كي تتمكن من تحقيق الأهداف المتمثلة في زيادة الإنتاج والاحتياطيات. وقال معزوزي في الوثيقة إن على "سوناطراك" أن تؤسس عملها على إستراتيجية تهدف إلى خفض التكاليف. وتأتي عملية إعادة هيكلة الشركة في وقت حساس إذ من المتوقع أن يؤدي هبوط أسعار النفط إلى تراجع إيرادات الطاقة بنسبة 50 في المائة هذا العام، بعد أن دفع هبوط الأسعار الحكومة إلى تعليق بعض مشروعات البنية التحتية وخفض الإنفاق في موازنة العام المقبل. يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الطاقة أن القطاع لن يطلق جولة جديدة من مناقصات التنقيب عن النفط والغاز هذا العام، في إشارة واضحة إلى أن "سوناطراك" ترتب بيتها قبل المضي قدما حسب محللين. ويوجد في الجزائر 30 شركة أجنبية تعمل في مجال الطاقة في الوقت الحالي، وتتوقع الشركة ارتفاع صادرات النفط والغاز 4.1 في المائة هذا العام، بعد تحقيق عائدات مرتفعة من حقول حاسي الرمل وحاسي مسعود وبركين والمرق، لكن محللين يقولون إن الجزائر تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات الأجنبية للمساهمة في رفع الإنتاج في ظل نمو الحاجة للطاقة في الداخل وهبوط أسعار النفط. وكانت سوناطراك قد أبدت عزمها فيما سبق استثمار 42 مليار دولار في الخمس سنوات المقبلة في نشاط المنبع للبترول والغاز لرفع إنتاجه إلى 225 طنا موازيا للبترول من المحروقات في 2018. وقال المجمع إنه سيخصص أكثر من 100 مليار دولار لإنجاز مخطط للتطوير المتوسط المدى 20142018 منها 42 مليار دولار ستخصص لنشاط المنبع (البحث التنقيب الإنتاج) وتطوير العديد من حقول البترول والغاز. وسيستفيد مجال الغاز الطبيعي من حصة تقدر قيمتها ب 22 مليار دولار خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و2018 كما يهدف مخطط الاستثمار متوسط المدى لسوناطراك إلى توسيع الاحتياطي وكذا تطوير القدرات الإنتاجية للمجمع. وتتطلع سوناطراك إلى إنعاش إنتاجها في المحروقات في 2018 بعد تراجع الإنتاج منذ سنة 2010 حسب التوقعات التي كشفت عنها الشركة مؤخرا، وسيتم هذا عن طريق الشروع في تنفيذ عدة مشاريع نفطية وغازية مع معدلات إنتاج مثل تلك المحققة قبل 2010.