أقرّ القائد العسكري الإسرائيلي لمنطقة الخليل يسرائيل تال أن حجم ونوع العمليات الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة فاجأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه لا يوجد في الأفق المنظور نهاية لموجة العمليات المستمرة، مما يعني بقاء التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تال قوله إن أفراد الشرطة والجنود في حالة استنفار على مدار الساعة منذ ما يزيد على الشهر "وكل ما يشغلنا محاولة معرفة من أين وكيف ستأتينا العملية القادمة، في ضوء التحدي الماثل أمامنا اليوم بغياب النموذج المفترض لمنفذ العملية القادم". وأضاف "ليس هناك قواسم تمنحنا القدرة على تحديد المنفذ القادم بالضبط" مشيرا إلى العثور على "نظارات حديثة وكتب دراسية وملابس غالية الثمن" في حقيبة إحدى الفتيات اللواتي نفذن عملية طعن خلال الفترة الماضية "وهو ما يعني اختلافا كليا عن النموذج التقليدي الذي ينفذ العمليات ضد الإسرائيليين". واعتبر القائد العسكري الإسرائيلي أن مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية تشكل مصدر أرق للجيش الإسرائيلي "فالضباط والجنود الموجودون في المدينة لا ينامون بسبب توتر الوضع الأمني على مدار الساعة". وقال إن المدينة شهدت لوحدها 12 عملية طعن ودعس في أسبوع واحد فقط، و23 عملية خلال أسبوعين، مؤكدا "نحن نواجه مشكلة في نقص أعداد الجنود المفترض أن يؤمنوا الأوضاع الميدانية، ولا أستطيع أن أضع شرطيا أو جنديا في كل نقطة معرضة للتهديد". وتابع أن الجيش يجري تقديرات موقف ميدانية على مدار الساعة "حتى نعرف إلى أين نحن ذاهبون". لكنه عبّر عن تشاؤمه حيال احتمال توقف العمليات، وقال "لا أعلم كم من الدماء ستسفك؟ وكم من العمليات سنبقى نحصي؟". واعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" الجنرال هرتسي هاليفي أن أحد أهم الأسباب لاندلاع موجة العمليات الأخيرة في القدس والضفة "شعور الفلسطينيين بالغضب والإحباط، وقناعتهم بأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه بسبب السياسة الإسرائيلية". أما الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، فاعتبر في مقال تحليلي أن هناك تزايد ظاهرة "المنفذ البطل" في الأوساط الفلسطينية "لأن الفلسطينيين يعتبرون منفذي عمليات الطعن أو الدعس ضد الإسرائيليين، أبطالا كبارا، يستحقون الإشادة" مما يشجع الفتيان الفلسطينيين على اللحاق بهم، والانضمام لما يسميها الفلسطينيون -وفقا ليشاي- "قائمة الأبطال". من ناحية أخرى، قالت أكاديمية إسرائيلية بالجامعة العبرية في القدس إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تعمل على جلب الفلسطينيين إلى برنامجها السياسي، ومنحهم أملا بالمستقبل رغم الضائقة التي تمر بها الحركة، مشيرة إلى أن حماس نجحت في إيجاد مخارج من تصنيفها على قائمة الإرهاب الأوروبية. وأوضحت عميرة هالفرين -المحاضرة الإسرائيلية في مجال الإعلام وتاريخ الشرق الأوسط بمعهد "ترومان" في الجامعة العبرية بالقدس- أن حماس تحاول إيجاد ثغرات قانونية وسياسية لجلب الدعم السياسي والتمويل المالي لها لخدمة أغراضها العسكرية.