سجّل المؤشر العالمي للإرهاب، تراجع حجم الاعتداءات الإرهابية وارتفاعا في عدد العمليات العسكرية التي تقودها قوات الجيش الوطني الشعبي للإطاحة "بقيادات الصف الأول من تنظيمي "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" و "جند الخلافة". وجاءت الجزائر في المرتبة العاشرة عربيا واحتلت المرتبة العشرين عالميا من حيث أكثر الدول تعرضا لمخاطر الإرهاب من أصل نحو 162 دولة شملتها دراسة أمنية متخصصة. وأدرج الخبراء الجزائر في الدرجة الثالثة من الخطر بحكم التهديدات الآتية من خارج حدودها مع ليبيا ومالي وتونس بمؤشر نقاط 5052 من عشرة. وارتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا في هجمات إرهابية في أنحاء العالم بنسبة 80 % عن العام الماضي وهو أعلى مستوى يسجل في التاريخ، حسب ما أكدت دراسة نشرها معهد الاقتصاد والسياسة البريطاني أمس. وسجل "المؤشر العالمي للإرهاب" أن 32658 شخصا قتلوا على يد إرهابيين في 2014، مقارنة مع 18111 في العام الذي يسبقه، وهي أعلى زيادة مسجلة حتى الآن. وتعرّف الدراسة الإرهاب بأنه "التهديد باستخدام أو الاستخدام الفعلي لقوة وعنف غير قانونيين من قبل شخص غير حكومي بهدف تحقيق هدف سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي من خلال التخويف والإكراه والتهديد". وأظهرت الدراسة أن تنظيم "داعش" وجماعة "بوكو حرام" النيجيرية مسؤولان عن أكثر من نصف عدد القتلى. وقدر التقرير أن الجماعات الإرهابية في الجزائر تراجع نشاطها بشكل عام واختفت تماما من المشهد في الوسط العمراني وتلقت ضربات موجعة في المناطق غير العمرانية، وأن أهدافها تقلصت بشكل كبير. وتابعت الدراسة أن الوضعية الأمنية في الجزائر تراجعت في عدد اعتداءات الإرهابيين في أرجاء البلاد، كما شهدت انخفاضا في نشاطات الإرهابيين المتواصلة في المناطق غير العمرانية، فيما ضاعفت قوات الجيش من عملياتها خاصة على الشريط الحدودي تحسبا لتسلل عناصر من الإرهاب الدولي في ليبيا ومالي وتونس. وتقيس الدراسة عدد الهجمات والقتلى والأضرار التي تتسبب بها الهجمات الإرهابية في 162 بلدا. وقال ستيف كيليليا الرئيس التنفيذي للمعهد إن "الإرهاب يزداد بوتيرة غير مسبوقة". وتأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع بنسبة 61 % في العام 2013. ووجدت الدراسة أن الإرهاب يتركز في مناطق معينة، وشكل عدد القتلى في خمس دول هي أفغانستانوالعراقونيجيريا وباكستان وسوريا، نسبة 78 % من إجمالي عدد القتلى العام الماضي. وكان العراق البلد الأكثر تضررا، حيث قتل 9929 شخصا بسبب الإرهاب ويعاني ذلك البلد أعلى عدد من الهجمات وأعلى عدد من القتلى من الإرهاب تسجل في أي بلد على الإطلاق، حسب الدراسة. أما أعلى ارتفاع في عدد القتلى من الإرهاب فكان في نيجيريا التي شهدت ارتفاعا يزيد عن 300 % في عدد القتلى الذي وصل إلى 7512 قتيلا. أما الدول الغربية فكانت أقل عرضة للهجمات التي ينفذها على الأرجح أفراد غير مرتبطين بجماعات بسبب التطرف السياسي أو القومية أو الفوقية العرقية أو الدينية وليس التطرف الإسلامي، حسب الدراسة. وعانت بريطانيا من أعلى عدد من الحوادث الإرهابية في الغرب خاصة تلك المتعلقة بالمسلحين الجمهوريين في إيرلندا الشمالية، حسب الدراسة. إلا أن الهجمات التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها في باريس وأدت إلى مقتل 129 شخصا الأسبوع الماضي، يمكن أن تشكل نقطة تحول، حسب كيليليا. وقال "إن حادث باريس يعد نقطة تحول داخل أوروبا. ويظهر أن تنظيم داعش لديه القدرة على شن هجمات معقدة وقاتلة في أوروبا". وحذر من أن المقاتلين الأجانب الذين توجهوا إلى العراق وسوريا منذ 2011 ويقدر عددهم ما بين 25 و30 ألف مقاتل، يمكن أن يشكلوا خطرا.