أكد وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا على اتصال بخاطفي سبع رهائن منهم خمسة فرنسيين يحتجزهم تنظيم ما يسمى ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في مالي، وقال جوبيه في محطة ''آر تي'' الإذاعية إن ''الاتصالات قائمة ولكن أفضل وسيلة لإفشالها جعلها علنية''، وتتكتم باريس على الاتصالات الجارية بينها وبين تنظيم القاعدة في محاولة لإنقاذ حياة رعاياها المحتجزين وكان عبد المالك دروكدال قد أحال في تسجيل سابق بثته قناة ''الجزيرة'' القطرية، ملف التفاوض مع باريس لإطلاق سراح الرهائن السبع وهم فرنسيان وأمريكيان وكندي مباشرة على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، بعد خطاب ألقاه هدد فيها فرنسا بضرب مرافق حيوية في حال لم تسحب قواتها من أفغانستان، وهو ما أعقبه رد من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال إن بلاده لن تسمح لأحد أن يملي عليها سياستها الدولية والوطنية، مشددا بالقول إن فرنسا ستبذل كل جهودها لإعادة الرهائن الى ديارهم لأنهم ضحايا أبرياء لا علاقة لهم بشيء قطعا وهم محتجزون في ظروف صعبة للغاية نظرا للتضاريس والمناخ والطبيعة الجغرافية. وحسب المتابعين لنشاط القاعدة في منطقة الساحل، فإن تصريح المسؤول الفرنسي عن وجود اتصالات رغم ما قاله أبو مصعب عبد الودود، تؤكد الفرضية التي ذهب إليه كثيرون من أن هناك صراعا قياديا داخل هياكل التنظيم المسلح في الشمال الذي يقوده دروكدال وبين تنظيم الصحراء الذي يتزعمه أبو زيد، خصوصا أن خطوة دروكدال قرأت في سياق محاولة سحب ملف التفاوض من يد جماعة الصحراء التي انفردت بقرارها فيما يخص ملف تحرير الرهائن بوضعه في يد زعيم التنظيم العالمي أسامة بن لادن. وبالتالي فإن تصريح آلان جوبيه باستمرار هذه المفاوضات يكشف عن قمة الجبل الجليدي في خلافات يقال إنها عميقة بين قيادتي الشمال والصحراء في التنظيم الإرهابي.