أعلنت باريس على لسان وزيرها للدفاع، ايرفيه موران أنها تسعى للتمكن من الاتصال بخاطفي الفرنسيين، في وقت حذر فيه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فرنسا من مغبة القيام بما أسماه ب » عملية حمقاء جديدة لأن مصيرها الفشل وستدفع مقابلها ثمنا باهظا«. عبرت فرنسا عن سعيها لفتح باب للحوار مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب المتهم بخطف خمسة من مواطنيها، ومواطنين واحد من الطوغو وآخر من مدغشقر، يعملون لدى شركتي »أريفا« و»ساتوم« الفرنسيتين. وقال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران لإذاعة »آر تي أل« الخاصة: »في الوقت الراهن، نريد التمكن من الاتصال مع القاعدة ومعرفة المطالب«، في شأن المختطفين. وأضاف المسؤول الفرنسي»ما نريده هو أن يتمكن تنظيم القاعدة في وقت ما من عرض مطالبه على الأقل«، وأضاف أن فرنسا لم تحصل على أدلة تُثبت أن الرهائن على قيد الحياة لكن لدى باريس من المؤشرات ما يدعو إلى الاعتقاد أنهم أحياء، وهي إشارة إلى معلومات استقتها من مصادر محلية واستخباراتية مختلفة تفيد بأن الرهائن لا يزالون أحياء، خاصة وان تنظيم عبد الملك درودكال سارع من جهته، في بيان جديد، إلى توجيه تحذير شديد اللهجة لباريس جاء فيه: »نحذر الحكومة الفرنسية من عواقب عملية حمقاء جديدة لأن مصيرها الفشل ولأنها ستدفع مقابلها ثمناً باهظاً»، معلنا من جهة ثانية أنه سيبلغ الفرنسيين، لاحقا، شروطه التي أسماها ب » المطالب المشروعة«. وصرح أمس الأميرال ايدوارد غييو رئيس أركان الجيوش الفرنسية بأن باريس مستعدة لإجراء الاتصال في أي وقت، و»الصعوبة الوحيدة التي تواجهنا في مثل هذا النوع من العمليات هي مختطفي الرهائن الذين هم من يتحكم«.، واستبعد المسؤول العسكري الفرنسي، في حديث خص به إذاعة »أوروبا1« في الوقت الحالي أي تدخل عسكري، مضيفا أن »التدخل العسكري في الوقت الراهن ليس واردا وأن القوات العسكرية توجد هنا لتدعيم دبلوماسيتنا. وفي وقت الذي كثفت فيه السلطات الفرنسية مساعيها لتحير الرهائن، وزادت من تواجدها الاستخباراتي والعسكري بمنطقة الساحل الصحراوي ومن مساعيها الدبلوماسية بغية إشراك دول المنطقة في البحث عن حل المعضلة، بما في ذلك الجزائر، بدت الوضعية وكأنها قد تعقدت أكثر بعد خُطف ثلاثة بحارة فرنسيين ليل الثلاثاء إلى الأربعاء قبالة نيجيريا المجاورة للنيجر، حتى وإن قال وزير الدفاع الفرنسي موران بأنها »عملية قرصنة عادية«، مستبعدا بذلك أن يكون تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي متورط فيها. ومن جهة أخرى قال رئيس مكتب الأممالمتحدة لغرب أفريقيا أن دول الصحراء يجب أن تتعاون معا لمحاربة حلفاء القاعدة في المنطقة، مبديا مخاوفه من أن تأثيرهم قد يمتد ليصل إلى دول أبعد كنيجيريا إذا لم يتم كبحهم، وقال سعيد جانيت الممثل الخاص لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة في داكار: »لا بديل عن التعاون الإقليمي مع الدعم الدولي«.