رفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سقف التحدي ضد ''القاعدة'' عاليا، عندما صرح بأن ''فرنسا لن تغير من سياستها بذريعة أنها مهددة''، وهو رد مباشر وصريح على تهديدات التنظيم المسلح. في نفس السياق ذكر وزير الدفاع الجديد آلان جوبي، بأنه يملك ''كل الأسباب'' التي تجعله واثقا بأن الرهائن السبعة أحياء. قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الليلة ما قبل الماضية، إنه ''قلق بشكل خاص'' على الرهائن الفرنسيين الخمسة المحتجزين، مع رعية من مدغشقر وآخر من الطوغو، بين أيدي عناصر ''القاعدة'' منذ شهرين. وذكر لثلاث قنوات فرنسية ناقشته حول كل قضايا تهم الفرنسيين، بما فيها المخاطر الأمنية التي تهدد فرنسا ''يجب أن أقول بأنني قلق بشكل خاص على رهائننا في مال .. لقد تم اختطافهم من طرف عصابة تنتمي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. ودعا ساركوزي رعايا بلده إلى تفادي السفر إلى المناطق التي شهدت أعمال خطف، خاصة في شمال مالي وشمال النيجر. وتحدث أيضا عن صحافيي القناة الفرنسية الثالثة المختطفين في أفغانستان قائلا بأن ''الوضع معقد بشأن تحريريهما''، مشيرا إلى أنه ليس قلقا كثيرا عليهما. وترك ساركوزي الانطباع بأن الخطورة التي يواجهها المحتجزون في مالي أكبر من الخطورة التي تهدد حياة الصحافيين في أفغانستان. وفي تطور لافت للقبضة الحديدية بين السلطات الفرنسية وتنظيم القاعدة، رد ساركوزي على شروط وضعها عناصر التنظيم مقابل وقف استهداف مصالح فرنسا في العالم وضربها فوق أراضيها. فقد ذكر ساركوزي بأن المخاطر التي تهدد فرنسا لن تكون مبررا يدفعها إلى تغيير سياستها. وقال بالتحديد ''إن الوضع يبعث على القلق ولكننا لن نغير سياستنا بذريعة أننا مهددون''. ويعتبر هذا التصريح بمثابة رد مباشر على أسامة بن لادن شخصيا، وأتباعه بالقاعدة المغاربية التي ربطت خطف الرعايا الفرنسيين بالتواجد العسكري بأفغانستان وحظر ارتداء النقاب بفرنسا والدعم الذي تستفيد منه حكومات المنطقة خاصة الجزائر ومالي وموريتانيا، من طرف باريس في حربها على الإرهاب. وفي نفس الموضوع، وخلافا لتشاؤم الرئيس ساركوزي، ظهر وزير الدفاع الجديد ألان جوبي متفائلا بخصوص حياة الرهائن. فقد قال أمس على أمواج إذاعة ''أوروبا,''1 بأنه ''يملك كل الأسباب'' التي تجعله واثقا بأنهم أحياء وبصحة جيدة. وكشف عن وجود اتصالات مع الخاطفين، دون الخوض في تفاصيل هذا الموضوع. ويضع تصريح جوبي في جانب تسيير أزمة الرهائن، حدا لغموض كبير يلف قضية الاتصالات مع عناصر التنظيم الإرهابي. إذ صرح كل المسؤولين، في وقت سابق، بأنهم يسعون للدخول في مفاوضات مع الخاطفين لكن هؤلاء، حسبهم، لم يفسحوا مجالا للتواصل. وقال وزير الدفاع في موضوع الاتصال مع ''القاعدة''.. ''من المؤكد أنه يوجد كل أشكال الاتصال، وكل السلطات من وزارة الدفاع إلى وزارة الخارجية.. الجميع يتحلى بيقظة قصوى من أجل ربط الاتصالات الضرورية''، رافضا تقديم تفاصيل أخرى حول هذه الاتصالات التي تتخذ في الغالب شكل وساطات يقوم بها أشخاص لهم تعامل سابق مع ''القاعدة''، لفائدة حكومات الرهائن.