"داعش" يتوغل داخل ليبيا سعيا وراء البترول أعلن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته رفضه المسارَ التفاوضيَ الأممي، منذرا بانهيار المفاوضات وإعادةِ البلاد إلى المربّع الأول، فيما وضع المؤتمر الدولي بشأن ليبيا في إيطاليا خطة طريق لإنهاء النزاع في البلاد، وتبدأ الخطة بالتوقيع على اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونجح أول مؤتمر دولي بشأن ليبيا في وضع خطة طريق لثمانية عشر شهرا قادمة تبدأ بالتوقيع على اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يوم الأربعاء القادم في المغرب، وتتواصل بخطوات محددة لإعادة الاستقرار في ليبيا انتهاء بانتخاب البرلمان الليبي الموحد. وهي خطوات ملزمة ومقبولة برغبة الشعب الليبي وإجماعه، برغم بقاء بعض الأصوات المعارضة لتلك الخطوات. وقال وزير الخارجية الأمريكي في ختام لقاء روما إن خطة الطريق تشمل تنسيق الجهود ضد إرهاب داعش وتلزم بالقضاء عليه، وهو إلزام فيه كل الخيارات بما في ذلك استخدام الضربات الجوية والهجمات من الأرض والبحر بدعم المجتمع الدولي. وأكد أن القوى الدولية عازمة على الاستمرار في الحوار مع الأطراف الليبية ودفع عجلة التوافق، وقال إن المتطرفين استغلوا الفراغ السياسي وحالة عدم الاستقرار في ليبيا. وترأست مؤتمر روما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب إيطاليا، وبحضور تركيا و4 دول عربية ودول أخرى معنية بالشأن الليبي، إلى جانب ممثلين ليبيين عن طبرق وطرابلس والبرلمانيين المتنازعين. وأجمع الكل على تماسك المجتمع لدعم الحكومة الليبية الموحدة فور تشكيلها ومساعدتها في إعادة بناء ليبيا الموحدة المستقرة وإشهار القدرة الدولية على إلحاق الهزيمة بالإرهاب. والمؤتمر بموقفه القوي والحازم طوى صفحة الماضي في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي ورسم صفحات المستقبل الجديدة، التي سيتوالى فتحها بداية من تكوين حكومة الوحدة الوطنية ونزع السلاح من الجماعات المتنازعة. ودعا البيان الختامي المشترك بشأن ليبيا من روما، كل الأطراف إلى احترام وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد. من ناحية أخرى، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان اليوم، أن داعش الموجود على الساحل الليبي بدأ "يتوغل نحو الداخل" ساعياً للوصول إلى آبار النفط. وأوضح لودريان لإذاعة "ار تي ال" أنهم "في سرت، يعملون على توسيع منطقتهم الممتدة على طول 250 ك لم على طول الساحل، لكنهم بدأوا يتوغلون نحو الداخل، ويحاولون الوصول إلى آبار النفط والاحتياطات النفطية". ويقدر عديد تنظيم داعش ما بين 2000 و3000 مقاتل في ليبيا بينهم 1500 في سرت. وبين هؤلاء المقاتلين ليبيون قاتلوا في سوريا وعادوا إلى بلادهم، وكذلك أجانب قدموا بصورة خاصة من تونس والسودان واليمن، بحسب تقديرات للأمم المتحدة. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن التنظيم يحاول "وضع اليد على الموارد النفطية" بالتمدد نحو اجدابيا على مسافة 350 كلم من سرت، في منطقة تتركز فيها معظم حقول وآبار النفط والغاز في البلاد.