برلين: المفاوضات هي الفرصة الأخيرة للحفاظ على ليبيا من التفكك أكد تقرير للإذاعة الأمريكية "فويس أوف أميركا" أن التقدمات التي يحرزها تنظم "داعش" في ليبيا ونجاحه، في السيطرة على عدة مواقع في الأسابيع الماضية، تمثل دفعة قوية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة داخل الدولة. وأضاف تقرير الإذاعة أن تقدم التنظيم داخل ليبيا من أهم العوامل التي تغذي جهود الأممالمتحدة والمبعوث الأممي الخاص برناردينو ليون، لحل حالة الفوضى المزمنة التي تعاني منها ليبيا. ويرى التقرير أن المقترح الذي قدمته الأممالمتحدة غير واضح من حيث الكيفية التي ستنضم بها الأطراف المتنازعة في حكومة وحدة، وتضم سلطات غير واضحة ومتداخلة تنذر بحدوث انقسام حتى في حالة استمرار المفاوضات. وتابع أن المقترح يدعو لآلية محددة لإدماج التشكيلات المسلحة في جيش ليبي، وهو ما فشلت فيه الحكومات المتعاقبة منذ إطاحة القذافي. وأشار التقرير إلى خوف الدول الأوروبية من نجاح التنظيم في السيطرة على مناطق أخرى في ليبيا، وتشكيل معاقل له على طول ساحل البحر المتوسط، لافتًا إلى أن الاضطرابات المتصاعدة التي شهدتها ليبيا على مدار العام الماضي، أدت إلى زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين الذين يستخدمون سواحلها للوصول إلى أوروبا. وقال "على مدار العام الماضي قُسمت ليبيا بين حكومتين إحداهما في طرابلس والأخرى في طبرق، ولا تستطيع أي من الحكومتين تحقيق انتصار ساحق على الأرض". وحذر التقرير من اقتراب تنظيم "داعش" من المنشآت النفطية المهمة التي يعتمد عليها دخل الدولة، إذ سيطر التنظيم على بلدة هراوة مما يسمح لهم الوصول إلى ميناء السدرة، حيث تتركز أهم المنشآت النفطية، ولفت إلى أن سيطرة التشكيلات المسلحة على موانئ النفط الشرقية تسبب في هبوط إنتاج النفط إلى مستويات مقلقة. من ناحية أخرى، وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير المفاوضات بين أطراف النزاع في ليبيا ب "ربما تكون الفرصة الأخيرة للحفاظ على ليبيا من التفكك"، وناشد أطراف النزاع التوصل إلى حل وسط يضمن إعادة بناء الدولة. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها شتاينماير لجريدة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية اليوم، قبيل انعقاد اجتماع دولي ببرلين لبحث الأزمة الليبية. وقال شتاينماير إن "العالم ينتظر من أطراف النزاع في ليبيا أن يكونوا على قدر المسؤولية، ويتعين التوصل الآن إلى حل وسط يسمح بإعادة بناء الدولة الليبية قبل فوات الأوان". وفي تطور آخر، مقتل قائد بارز للثوار وعشرين آخرين في اشتباكات وصفت بالعنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش" في محيط مدينة سرت التي أكمل التنظيم بسط سيطرته عليها. وأوضحت مصادر محلية بمدينة درنة شرقي ليبيا أن القائد الميداني البارز بمجلس شورى مجاهدي درنة سالم دربي لقي مصرعه في المعارك، وأن 15 من مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا في هذه المواجهات كما قتل خمسة من مقاتلي درنة.