قضت أزيد من 260 عائلة مقصية من عملية إعادة إسكان حي واد الحميز القصديرية التي انطلقت أول أمس السبت أولى لياليها في العراء، بعد أن هدمت الجرافات أكواخها، مطالبين في خطوة احتجاجية والي العاصمة عبد القادر زوخ بوضع حد للتجاوزات والتلاعبات بالمستفيدين من حقهم في السكن ووقف مسلسل "تشريد العائلات". عرفت عملية إعادة إسكان حي واد الحميز القصديرية التي انطلقت صباح السبت المنصرم ولاتزال مستمرة إلى غاية الآن، فوضى عارمة أحدثتها العائلات المقصية البالغ عددها 267 عائلة، أغلبيتها تقع في الجزء التابع لبلدية الدار البيضاء، بعد أن أصبحت بين عشية وضحاها في الشارع، حيث طالبت العائلات المحتجة في الحي القصديري وبالموقع السكني الجديد رشيد كوريفة بالحراش، الوالي زوخ بوقف مسلسل تشريد العائلات حسبها "ماتعطوناش السكن... خلونا أكواخنا... مصير أطفالنا بين يديك يا زوخ" هي مختلف الشعارات التي حملتها العائلات المقصية، مهددة بالانتحار الجماعي في حال لم يتم تسوية وضعيتها في أقرب وقت وقبل انتهاء العطلة الشتوي ومباشرة التلاميذ الدراسة، فيما صرحت إحدى الأمهات ممن التقتهم "البلاد" أن مستقبل أطفالها ضاع، كيف لا وهم الآن بلا دراسة، محملة والي العاصمة المسؤولية. من جهة ثانية، نصبت 66 عائلة مقصية من المرحلة الأولى من عملية إعادة الإسكان خيمها قرب الموقع السكني الجديد رشيد كوريفة، بعد أن هدمت أكواخها بمزرعة الطميط الكائنة ببلدية الحراش التي رفعت شعارات "نريد حقنا.. أين حقنا يا زوخ"، "نريد شققنا"، "افتحوا تحقيقا لكشف المتلاعبين"... أنهم تفاجأوا في المرحلة الأولى بإقصائهم من الترحيل وتهديم البيوت القصديرية التي كانوا يقطنون فيها، الأمر الذي دفع بهم إلى نصب خيم عند مدخل الحي الجديد، وطالبت العائلات بتدخل والي العاصمة عبد القادر زوخ من أجل فتح تحقيق معمق في قضيتهم التي تشوبها الشبهات على حد قولهم، بينما كان رد الوالي ومدير السكن بولاية الجزائر موضحا "لديكم الحق في إيداع الطعون". جدير بالذكر أن ولاية الجزائر قد استأنفت صباح السبت المنصرم المرحلة الثانية من عملية إعادة الإسكان ال 20، حيث أقدمت على ترحيل أكثر من 1297 عائلة من واد الحميز المقسم إلى ثلاثة مقاطع، تابعة لكل من بلدية برج الكيفانوالدار البيضاء والرويبة، وذلك في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، أين تم ترحيل أكثر من 700 عائلة، 453 منها تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس، و178 لديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، و66 عائلة تابعة لديوان الترقية والتسيير بالدار البيضاء، إلى جانب ترحيل عائلات الحي القصديري "مايا" الكائن ببلدية المقرية وقد تم تجنيد أكثر من 2000 حافلة و2000 عون، وكذا 6 آلاف من أعوان الأمن، وكذا إطارات بولاية الجزائر، وستمس المرحلة الثالثة من عملية الترحيل 1113 عائلة، فيما سيتم ترحيل 2380 عائلة خلال المرحلة الرابعة والأخيرة، تتعلق بالأحياء القصديرية الكائنة بمنطقة عين النعجة التابعة لبلدية جسر قسنطينة، لتطوي بذلك ولاية الجزائر المرحلة العشرين على وقع احتجاجات المقصيين في انتظار العملية التي 21 التي قيل إنها الأخيرة فهل ستتمكن من خلالها ولاية الجزائر من القضاء نهائيا على الأحياء القصديرية بالعاصمة؟.