يعتقد الكاتب أمين الزاوي أن حصيلة 2015 الثقافية كانت جيدة بالنسبة إليه، ذلك أنه أصدر خلالها روايته "قبل الحب بقليل" وترجمتها إلى اللغتين الصينية والفرنسية، كما أصدر الترجمة باللغة الألمانية لرواية "اليهودي الأخير"، وكان له في نفس السنة حضور إعلامي. أما بالنسبة للمشهد الثقافي عموما، فيتصور محدثنا أنه "قلق" إلى حد ما؛ فالجزائر إلى حد الآن لم تأخذ موقعها في الساحة الثقافية العربية، فكثير من المهرجانات تقام هناك وهناك دون أن يكون لها صدى لا عربيا ولا متوسطيا، فقط هي احتفاليات موسمية عابرة تتسم بالمحلية، ويضيف "أتفق مع صديقي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عندما فكر في إعادة النظر في هذه المهرجانات التي أصبحت "كرنفالات" متشابهة سواء في الموسيقى أو المسرح أو السينما والفنون بصفة عامة". ويمضي الزاوي بالقول "يبدو أن الوجه الشاحب في المشهد الثقافي هو غياب ملتقيات أدبية، فالأدب هو اليتيم في هذه التظاهرات هو غائب تماما وأنا أعتقد أن الثقافة التي لا تقوم على الأدب والكتاب هي ثقافة موسمية. كما يجب الوقوف عند معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي سقط في الروتين، حيث يجب التفكير في إعادة إخراجه من دائرة البيع والشراء. أما السينما في 2015؛ فكان لها حضور متمثلا في أفلام مميزة لمخرجين أمثال مرزاق علواش وإلياس سالم لكنها تبقى اجتهادات فردية". وبالنسبة لتظاهرة "تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" فوصفها الكاتب بالحدث الأبرز في عام 2015، لكنها، حسبه، سقطت بين ثلاث وزراء تعاقبوا عليها هم خليدة تومي ونادية لعبيدي وحاليا عز الدين ميهوبي، وهذا التتابع في الوزراء – يضيف- جعل التظاهرة "مرتبكة" فيها الكثير من التكرار من تظاهرات خلت هي "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" و"الجزائر عاصمة للثقافة العربية 20017"، ليس هناك اجتهاد حقيقي لإعطاء التظاهرة بعدا ثقافيا حتى الآن لم تصدر كتبا في مستوى الحدث، فقسنطينة والتظاهرة لم تشعان دوليا ولا عربيا، كانت سنة مرتبكة ومن الآن فصاعدا يجب التحضير لمثل هذه التظاهرات بعيدا عن الارتجال والسياسوية التي لا تخدم الثقافة، وفق تعبيره.