واشنطن: الخطاب المناهض للمسلمين يغذي المتطرفين يستعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما جدول أعمال آخر عام له في المنصب، وذلك بإلقاء آخر خطاباته عن حالة الاتحاد، بهدف حشد الدعم لمعاهدة شراكة تجارية عبر المحيط الهادي وتشديد قوانين السلاح في الولاياتالمتحدة وإغلاق معتقل خليج غوانتانامو الأميركي في كوبا. ويلقي أوباما الخطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس وهو إحدى الفرص القليلة المتبقية أمامه لجذب انتباه ملايين الأمريكيين قبل أن تنصرف الأنظار عنه وتتوجه لمن سيخلفه في الرئاسة. وتخيم السياسة على الخطاب. وسبق ذلك توقعات بأن يلتزم أوباما بموضوعات إرثه الرئاسي ويتفادى اقتراحات تشريعية جديدة يطرحها زملاؤه الديمقراطيون في حملة الانتخابات الرئاسية. وقال مساعدون لأوباما إنه سيقدم رؤية أكثر تفاؤلا لموقف الولاياتالمتحدة مقارنة بواقع أليم يصوره المرشحون الجمهوريون المحتملون لخوض السباق. وألقى جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض باللائمة في استطلاعات رأي تشير إلى أن أميركيين كثيرين يرون أن البلاد لا تسير في الاتجاه الصحيح على "طوفان السلبية" الذي يطلقه المرشحون الجمهوريون. وقال "يرى الرئيس في الخطاب فرصة للحديث إلى البلاد بصراحة بشأن التحديات التي نواجهها والفرص المتوفرة". ورجح أن يتحدث أوباما عن الاتفاق النووي مع إيران وتحسن العلاقات الأمريكية الكوبية بوصفها إنجازات، فيما سيحث الكونغرس على دعم إصلاح العدالة الجنائية ودعم معاهدة شراكة تجارية عبر المحيط الهادي وإغلاق غوانتانامو. وبحث أوباما أيضا محاربة الولاياتالمتحدة لتنظيم داعش، والتي أثارت انتقادات الجمهوريين الذين وصفوها بأنها ضعيفة للغاية. وحضر إلقاء الخطاب ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ولاجئ سوري يعيش الآن في ولاية ميشيغان الأمريكية. من ناحية أخرى، قالت الخارجية الأمريكية إن الخطاب المناهض للمسلمين في الولاياتالمتحدة خلال الحملة الرئاسية يغذي الدعاية التي تقوم بها ما وصفتها بالمجموعات المتطرفة، وذلك بعد دعوة المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول البلاد. وحرص المتحدث باسم الخارجية جون كيربي على عدم تسمية ترامب، لكنه أشار إلى تسجيل فيديو يحتوي على تصريحات لترامب استخدمه إسلاميون صوماليون، وتضمن لقطات له. وقال كيربي إن "استخدام مجموعة متطرفة لتعليقات أدلى بها أحد المرشحين يثبت تماما وجهة نظري". وشدد على أنه لا يريد التدخل في الجدل في الحملة الانتخابية, لكنه قال إن وزير الخارجية جون كيري حذر من الخطاب الضار أصلا. وأضاف أن الوزير كان واضحا بقوله إنه "لا يوجد ولا يجوز أن يكون هناك امتحان ديني هنا في الولاياتالمتحدة، وكل تعليق مخالف لهذا الأمر يمكن أن يعتبره المتطرفون بأنه يصب في مصلحتهم وبسببه يجب أن ينضم إليهم الناس". وأكد أن الولاياتالمتحدة بلد حرية والناس يستطيعون قول ما يشاؤون فيه, لكن يجب أن يتنبهوا إلى الطريقة التي ينظر فيها إلى هذه التعليقات.