أقرّ رئيس الجمهورية في الدستور الجديد، إعادة تشكيل المجلس الأعلى للشباب والذي تم حلّه سنة 2011، ورغم أن القوانين الداخلية أو العضوية التي تحدّد مجال عمل وأهداف وآليات المجلس الأعلى للشباب لم تحدّد بعد، إلا أن الصراع على الظفر برئاسة هذا المجلس تحتدم يوما بعد يوم، خصوصا من قبل بعض الشخصيات الحزبية والسياسوية الساعية لهذا المنصب بمختلف الطرق سواء المشروعة أو غير المشروعة. وسجّلت الساحة السياسية مؤخّرا، خصوصا أثناء عرض وثيقة المشروع التمهيدي لتعديل الدستور، حراكا كبيرا من قبل شخصيات حزبية تسعى جاهدة للظفر بمنصب رئيس المجلس الأعلى للشباب، رغم أن القانون لم يحدّد بعد إن كان شغل المنصب بالتعيين المباشر أو بالانتخاب. عزيز درواز: "طمع كبير" للاستحواذ على هذا المنصب في هذا الشأن، قال أول رئيس للمجلس الأعلى للشباب عزيز درواز، في حديث ل"البلاد"، أنّ هناك طمعا كبيرا على هذا المنصب، معتبرا أن من يتراّس هذا المجلس يجب أن يكون بعيدا عن المجال السياسي، بحيث يكون له احتكاك مباشر مع الشباب حتى ينقل انشغالاتهم وطموحاتهم بصفة مباشرة، وكلّما كان المرشّح بعيدا عن التأويل السياسي كان هذا أفضل للمجلس. وحول السعي الحثيث لتولّي هذا المنصب، قال درواز، إن الأمر يمكن أن يكون له علاقة بالأوعية الانتخابية، أي أن هذا المجلس من شأنه أن يجمع الآلاف من الشباب عبر مختلف الولايات، خصوصا وأن هيئة المجلس ستتكون من ثلاثة ممثّلين من كل ولاية، وهو ما قد يحسم أمورا كثيرة في عملية الحساب الانتخابية، ومن كان رئيسا للمجلس ومتحزّبا في نفس الوقت سيكون له ثقل ونتيجة عند كل عملية انتخاب. وفي سؤال حول إمكانية أن يكون الإغراء المالي هدف الجري وراء هذا المنصب، قال درواز، إن الأمر مستبعد كون ميزانية المجلس في وقته لم تتعدّى 7 ملايير سنتيم، وهي في مجملها قد تغطّي مصاريف الإدارة وأعباء المجلس في حدّ ذاته. مولدي عيساوي: أتساءل عن نزاهة الانتخابات إذا تم الإقرار بتولي المنصب بالانتخاب؟ وفي حديثنا مع الرئيس السابق للمجلس الأعلى للشباب مولدي عيساوي، قال الأخير إن قرار حل المجلس كان خطأ كبيرا ارتكبته السلطات، إذ مثّل المجلس آنذاك همزة وصل بين الشباب والجهات الوصيّة، حيث كان يقدّم أفكار وتوصيات الشباب بالدرجة الأولى. وحول الحديث عن الصراع الدائر بين الأحزاب السياسية للظفر بمنصب رئيس المجلس الأعلى للشباب، قال عيساوي، إن الأمر كلّه مرتبط بالقانون العضوي وبالمشرّع، بعد ذلك سيتبيّن كل شيء، خصوصا إذا تم تعيين رئيس المجلس بطريقة الانتخاب، حيث تساءل في هذا الصدد قائلا "هل ستكون انتخابات نزيهة أم مزوّرة كما اعتدنا". بن خلاف: شيوخ يتنافسون على منصب رئيس مجلس الشباب يرى النائب عن حزب العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أن الصراع الحالي حول ترأس المجلس الأعلى للشباب، يشير إلى قلّة الحياء من قبل بعض الشخصيات السياسية الطاعنة في السن، والتي لا ترقى إلى الاهتمام بأمور الشباب، قائلا "هؤلاء ينطبق عليهم الحذيث الشريف إن لم تستح فافعل ما شئت"، وقال بن خلاف، إن هذه الشخصيات تتنافس على رئاسة المجلس لاستعماله في أغراض حزبية لا أكثر ولاأ قل، باعتبارهم متعوّدين على استغلال المناصب لأغراض حزبية، فهم حاليا حسب المتحدّث، يقومومن بحملات انتخابية للظفر بالمنصب الذي سيقوم على أساس التعيين وليس الانتخاب يقول المتحدّث. وحول الإغراء المادي، قال بن خلاف، إن ميزانية المجلس لم يحدّدها القانون العضوي بعد، غير أنها ستكون ضخمة ما سيسيل لعاب المتنافسين، الذين -حسبه- سيستعملون نفوذ المنصب لأغراض سياسوية وحزبية محضة، وهو ما يفسّر سعيهم الحثيث لتولي المنصب. هكذا يعمل المجلس الأعلى للشباب المجلس الأعلى للشباب هو هيئة أنشاها سابقا الرئيس اليامين زروال، في 27 أوت 1995، تحت رقم 95-256، وترأس هذه الهيئة القيادي السابق في الأفافاس عزيز درواز، ثمّ خلفه في 09 جويلية 1997 مولدي عيساوي، إلى غاية تولي الرئيس بوتفليقة الحكم، والّذي قام بحلّ المجلس الأعلى للشّباب بتاريخ 11 ماي 2000 تحت رقم 2000-112. المجلس هو هيئة استشارية مكوّنة من شباب يمثّلون 48 ولاية، من كل ولاية عضو أو ثلاثة أعضاء، على أن يكون المجلس مكوّن كذلك من ممثّلين من كل وزارة وهم في الأصل مدراء، لهم دور هام في تأطير الشباب، وهناك إطارات مركزية إدارية في المجلس يسيّرون إدارة المجلس ليشكّلوا شبه وزارة صغيرة لها دور تنظيمي أكثر منه تنفيذي. الشباب بالمجلس يقومون بتحضير برنامج يتمحور حول انشغالات الشباب عبر مختلف ربوع الوطن، وبعد الاتفاق على البرنامج، ينقسمون إلى 4 أو 5 لجان، كل لجنة تتحمّل مسؤولية جزء من البرنامج، على أن يتم إجراء انتخابات لعضوية مكتب المجلس يمثّل كل الجهات ليكون التمثيل مقبولا وشاملا. بعد هذا تقوم كل لجنة بتحضير تقرير حول كل ما تقدّم من نشاطات واقتراحات من قبل كل اللجان، على أن يرفع التقرير النهائي للرئيس، والذي بموجبه يطّلع على ما جاء من اقتراحات وتبرمج في شكل توصيات حول كل ما يتم تأكيده.