أعرب العديد من الحجاج عن استيائهم من رفع تكلفة الحج إلى 49 مليون سنتيم، ما يؤثر لا محالة على عدد من الحجاج محدودي الدخل الذين لم يتوقعوا هذا الارتفاع الكبير في التكلفة، ما دفع بعض الفاعلين بالمطالبة بتقليص مدة مكوث الحاج في البقاع المقدسة إلى أسبوعين فقط. بعد أن أعلن الديوان الوطني للحج والعمرة عن ارتفاع تكاليف الحج ب08 ملايين سنتيم، مقارنة بالموسم الماضي، أعربت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، عن استيائها لهذا الإجراء، الذي لم يراعي القدرة المالية للحجاج ضعيفي الدخل، واعتبرت مبلغ 49 مليون سنتيم "ليس باليسير"، محذرة من كونه "قد يحرم كثيرا من الحجاج من أداء الشعيرة أو حتى المشاركة مستقبلا في القرعة". وأوضحت المنظمة في بيان لها وقعه الدكتور مصطفى زبدي، أن الحج مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام "الحج عرفة"، ما يعني بالضرورة إمكانية تقليص مدة مكوث الحاج في البقاع المقدسة لتخفيض التكلفة، وانتقدت المنظمة عدم تمكنها من التواصل مع الديوان الوطني للحج والعمرة وذلك منذ أسابيع، بغرض طرح فكرة تقليص مدة الحج المحددة حاليا بشهر كامل. واعتبرت المنظمة أن تقليص مدة الحج ستساهم في تخفيف الأعباء المادية، وكذا الرأفة بكار السن والمرضى، مؤكدة أن التكلفة لن تتعدى 32 مليون سنتيم إذا ما تقلصت المدة إلى أسبوعين فقط، وستنخفض التكلفة إلى 22 مليون سنتيم إذا ما تقلصت مدة الحج إلى أسبوع واحد، ويوضح زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، أن وضع ثلاثة صيغ من الحج، سيسمح لحجاجنا اختيار ما يناسب إمكانياتهم المادية والصحية، وسيخفض من سلم الاستطاعة، ما سيتيح الفرصة للجميع. ودعت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، الوزير الأول عبد المالك سلال، التدخل بعد أن "أغلق" ديوان الحج والعمرة أبواب التواصل، لدراسة إمكانية تجسيد هذا المشروع، الذي من شأنه تخفيف الأعباء المادية والجسمانية على الحجاج، لتأدية فريضة الحج. وفي ذات السياق، أشاد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف، الشيخ جلول حجيمي، بمقترح المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، داعيا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والديوان الوطني للحج والعمرة، لعقد جلسات عمل لدراسة مختلف المقترحات التي من شانها أن لا تؤثر الحاج كشخص وعلى الحج كشعيرة من الشعائر والفرائض التي أوجبها الله. واعتبر حجيمي في اتصال ب"البلاد" أن تقليص مدة مكوث الحاج في البقاع المقدسة هو إجراء معمول به في عدد من دول الخليج، ويسمونه "الحج السريع"، وأضاف الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف أن الوقوف في عرفة مع أيام التشريق كاف لتأدية ركن الحج، مشيرا على انه يمكن الاكتفاء بالمكوث ثلاثة أيام أو أربعة في المدينةالمنورة، مضيفا أنه في ظل ارتفاع تكاليف الحج يمكن للقائمين على شؤون الحج وضع الحاج على الخيار، على أن يدفع كل حسب مدة إقامته في البقاع المقدسة. متسائلا في ذات السياق كيف للدولة أن تدفع الملايير في كرة القدم وعلى تذاكر السفر للبرازيل والسودان ولا تدفع للحجاج لتأدية الركن الخامس، واصفا ذلك ب"غير المعقول"، مطالبا السلطات العليا وعلى رأسهم رئيس الجمهورية التدخل لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتكفل الجيد بالحجاج الجزائريين.