جدد أمس الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم التأكيد على أن حق الشعوب في تقرير المصير ''لا يسقط بالتقادم ولا يمكن التصرف فيه وأنه ينبغي تنفيذه لزاما''· ورافع بلخادم في كلمته التي ألقاها في الاحتفالية الخمسينية لإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة التي افتتحت أشغالها أمس بقصر الأمم وتختم اليوم، لصالح الثورة التحريرية الجزائرية التي ساهمت في صياغة إعلان منح الاستقلال للدول المستعمرة، مذكّرا بحال الشعب الجزائري الذي كابد أبشع أنواع القمع الاستعماري دون ''أن يثنيه ذلك عن المقاومة وأن يستسلم للواقع الاستعماري''، مستشهدا بثورة الفاتح نوفمبر 1954 التي جعلت من الجزائر المكافحة ''فاعلا أساسيا في سيرورة تحرر الشعوب التاريخية بما أحدثته من صدى عالمي ساهمت في تحريك الضمير الإنساني وفي فضح شرور الاستعمار''، موضحا أن اللائحة 1514 ''شكلت منعطفا حقيقيا في تطوير الإطار القانوني لحق الشعوب في التحكم في مصيرها''، وهو الحق حسبه الذي يشكل في جوهره وغايته أفضل ''قاعدة قانونية دولية تترجم قيم الحرية والديمقراطية''، وهو بذلك ينطبق أساسا على ''الشعب الفلسطيني وشعب الصحراء الغربية اللذين يحق لهما توقع مساندة أقوى وتحرك من المجموعة الدولية لتمكينهما من ممارسة حقهما في التصرف في مصيرهما بكل حرية''، مشيرا إلى أن الاحتفال بالذكرى في الجزائر يكتسي بالغ الدلالة ليس فقط للبلدان التي خضعت للاستعمار وإنما للأجيال الصاعدة التي سيتأتى لها أن تقدر حق قدرها الضريبة التي دفعها أسلافه في سبيل الاستقلال، مذكّرا بأن الاستعمار كان مسعى ممنهجا للقمع وتدمير المجتمعات ومسخ الشخصية الوطنية واستباحة الثروات· ولم يرق خطاب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى المستوى الذي كان ينتظره زعماء التحرر المجتمعون في الجزائر، عندما تجاهل تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والتي تبنتها قرارات الأممالمتحدة، في حين طالب دول العالم بالإسراع للاعتراف بالدولة الفلسطينية· كما نوه أولو سيجون أوبسانجو رئيس المؤتمر الدولي بنضال الجزائريين لنيل الاستقلال واسترجاع السيادة من الاستعمار الفرنسي وهي بذلك ''المؤهلة للاحتفال بالاحتفالية الخمسينية للائحة ,''1514 داعيا المجتمع الدولي إلى ''عدم البخل بأي جهد من أجل العمل على تغيير الأوضاع بالنسبة للشعوب التي لاتزال تحت وطأة الاستعمار، منبها إلى أن الضغوط الاقتصادية هي ''نوع جديد من الاستعمار''· في حين طالب ممثل المجتمع المدني بيار قالون الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما وإرسال بعثة تقصي الحقائق إلى المناطق الصحراوية المحتلة، بعدما أثبت المغرب عدم احترامه القرارات الدولية في وقت ما زالت جبهة البوليساريو تواصل بعد 20 سنة من وقف إطلاق النار نضالها بالطرق السلمية والأطر الدبلوماسية· وتساءلت نائبة رئيس سابقة لجمهورية الفيتنام، نقين ثي بينه، عما إذا كانت قد تحققت فعلا النصوص التي احتوتها اللائحة التي احتفل بها أحرار العالم في الجزائر، قبل أن تؤكد أن الطريق لا يزال طويلا بما أن 16 بلدا وملايين من الشعوب مازالت تنتظر حقها في تقرير المصير ومنها الصحراء الغربية وفلسطين، طالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته الدولية، خاصة بعدما شبه عميد رؤساء الدول الأفارقة كنيث كواندا الاستعمار بمرض فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) وأن العمل على مكافحة الاستعمار لا يتوقف إلا بتحرير الأقاليم ال16 التي مازالت تئن تحت الاستعمار·