رسم فيلم ''ابن بابل'' الذي عرض مساء أول أمس بقاعة ''سينما المغرب'' ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للمهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي بوهران ووسط حضور جماهيري وسينمائي لافت، صورة سوداء عن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي قدمه المخرج محمد الدراجي ك''مجرم حرب'' بدل بطل قومي عربي· واختار المخرج الأشهر الثلاثة الأخيرة لسقوط نظام صدام حيزا زمنيا لفيلمه، مركزا على ما يعرف ب''مجازر الأنفال'' بمنطقة كردستان العراق التي صورت فيها أغلب المشاهد· ويروي ''ابن بابل'' قصة طفل كردي في الثانية عشرة من عمره اسمه ''أحمد'' ويتسم باليقظة و''الرجولة المبكرة''· ويسافر هذا الطفل مع جدته في رحلة بحث عن والده الذي اعتقلته قوات الحرس الجمهوري لصدام حسين في نهاية حرب الخليج منذ أكثر من 12 سنة، أي قبل ولادة ''أحمد''· وفي رحلته الشاقة عبر المناطق الصحراوية التي تقوده إلى ''الناصرية'' أين أخبروه أن والده هناك، يلتقي الصبي وجدته بأشخاص يحاولون مساعدتهما للعثور على الأب المفقود إلى أن يصل ''أحمد'' و''الجدة'' التي ترهلت عضلاتها من شدة برد الحرب وتعفر وجهها بدخان القنابل إلى جنوب بابل، فيتعرفان هناك على جندي سابق في الحرس الجمهوري الذي يقرر مساعدتهما للعثور عن والد ''أحمد'' الذي بقي مجرد حلم في ذهن ابنه، لتختتم مشاهد الفيلم الذي دام 90 دقيقة كاملة دون أن يجد الفتى أباه الذي تبين أنه مات قبل آن يراه· ورغم أن فيلم ''ابن بابل'' يتمتع بصورة سينمائية جميلة، إلا أن مخرجه أظهر الواقع العراقي قبل وبعد الحرب بسوداوية بالغة العتمة، حيث يتهم صراحة النظام السابق بارتكاب إبادة جماعية في حق مليون عراقي من المفقودين في ظل صمت السلطات الرسمية في بغداد وتقاعسها في توضيح الحقائق لعائلاتهم· من ناحية أخرى، التحق الفيلم اللبناني ''شتي يا دني'' لمخرجه بهيج حجيج مساء أول أمس، بالمنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، حيث يتطرق هذا العمل المتوج بجائزة أفضل فيلم عربي في الطبعة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، إلى قضية المختطفين والمفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، ومعاناة هؤلاء مع التعذيب في السجون، وذلك من خلال قصة ''رامز'' الذي اختطف أثناء الحرب الأهلية وقبع في سجون الخاطفين أكثر من عشرين عاما منقطعا عن العالم الخارجي عاد بعدها إلى الحياة بعدما تجاوز سنه الخمسين عاما·