مع أن قانون الجمعيات يمنع المنظمات الطلابية وسائر الجمعيات الأخرى غير السياسية من ممارسة العمل السياسي المباشر، إلا أن نشاطها في الواقع لا يكاد يقتصر إلا على السياسة، في وقت يشتكي الطلبة من غياب أصوات نقابية تدافع عن حقوقهم الاجتماعية والبيداغوجية، وحكاية المنظمات الطلابية الجزائرية هي حكاية التاريخ السياسي للجامعة الجزائرية، وما المنظمات الطلابية التي نشطت وتنشط داخل الحرم الجامعي إلا واجهات لأحزاب ومنظمات سياسية· وقبل أن يسيطر الإسلاميون على النشاط النقابي (السياسي) الطلابي، كانت الجامعة في سبعينيات القرن الماضي تتجاذبها قوتان داخل تنظيم طلابي واحد هو الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين الذي كان تابعا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية المنظمة الجماهيرية التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني، غير أن المنظمتين الطلابية والشبانية كانتا أرض صراع بين الحزب الواحد الرسمي والحزب السري الأقوى حينها (حزب الطليعة الاشتراكية)، قبل صعود التيار الإسلامي بقوة في ثمانينات القرن الماضي، حيث ظهرت برزت تنظيمات أخرى استحوذت على قاعدة طلابية معتبرة منها الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين التابعة لما كانت تسمى ''جماعة الشرق'' التي تحولت بعد ذلك إلى ''حركة النهضة الإسلامية'' ثم ''حركة النهضة''، والاتحاد الطلابي الحر الذي كان ينشط تحت جناح جماعة محفوظ نحناح التي أسست في بداية التعددية جمعية الإرشاد لتؤسس بعدها حركة حماس ثم حركة حمس وما يزال هذا التنظيم تابعا لهذه الحركة، ولم تكن الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) مجرد حزب بل كان لها ذراعها السياسي داخل الجامعة وهو الرابطة الإسلامية للطلبة الجزائريين والذي شلّت من خلالها الجامعات الجزائرية مع الإضراب السياسي لجوان ,1991 ليُحلّ التنظيم مع حل الحزب سنة .1992 ورغم الحديث المتواصل عن ضرورة إبعاد الجامعة عن العمل الحزبي المباشر، إلا أن تلك التنظيمات القديمة بقيت تنشط بالطريقة نفسها، وجاءت أزمة حزب جبهة التحرير الوطني عندما تمكن فيها جناح علي بن فليس من السيطرة على التنظيم الطلابي (الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين)، وساعتها تأسس تنظيم طلابي آخر من طرف جماعة التصحيحيين وهو التحالف من أجل التجديد الطلابي الحر (َمْف)، ومع هزيمة جناح بن فليس، أصبح للحزب أكثر من تنظيم طلابي إضافة إلى تنظيمات أخرى غير معتمدة وهي كثيرة في الجامعة وتتبع لأحزاب مختلفة، ولم يشذ التجمع الوطني الديمقراطي عن القاعدة وهو الذي يمتلك على الأقل تنظيما طلابيا وهو المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي·