بعض الرعايا الأجانب نُقلوا بالطائرات للعلاج عددت رئيسة الهلال الاحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، جهود الدولة في التكفل بالرعايا الأفارقة الذين لم تستطع السلطات إحصاؤهم بسبب رفض أغلبهم المكوث في مراكز الإيواء المخصصة لهم. وجاءت تصريحات مسؤولة الهلال ردا على التقارير السلبية التي نشرت بخصوص أوضاع الرعايا الماليين والنيجيريين في الجزائر بعد عودتهم إلى بلادهم مؤخرا. وأكدت سعيدة بن حبيلس في تصريح ل " البلاد" أن الجزائر حققت نجاحات في سياسة التكفل باللاجئين، وذلك بشهادة الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان ومنظمات وهيئات دولية منحتها اسم عاصمة الانسانية مؤخرا. ولم تخف المتحدثة أن الجزائر منحت للرعايا الأفارقة ما لم تمنحه لمواطنيها خاصة ما تعلق بالعلاج، حيث أكدت أن السلطة تكفلت بمجانية العلاج للرعايا المرضى وخاصة المصابين منهم بمرضي السيدا والسرطان والحوامل ومكنتهم من فحوصات وتحاليل و أشعة قد يرهق المواطن الجزائري للحصول على موعد لإجراءها وقد ينتظر شهورا لذلك، إن لم يلجأ للخواص مقابل دفع مبالغ مرتفعة. أبعد من ذلك خصصت السلطات رحلات نقل جوي من تمنراست إلى مستشفيات العاصمة ومستشفيات متخصصة بمناطق أخرى من الوطن لفائدة لاجئين من مالي والنيجر من أجل علاجهم، وذلك في الوقت الذي حصل فيه عدد معتبر من المهاجرين الأفارقة على مبالغ معتبرة من خلال امتهان التسول، حيث أكدت سعيدة بن حبيلس أن السلطات الجزائرية تغض الطرف عن ظاهرة تسول الأفارقة في كبرى شوارع العاصمة وغيرها وحتى على الطرق السريعة احتراما للحقوق و الأمن فقط، رغم أن القانون الجزائري يعاقب على فعل التسول . سعيدة بن حبيلس اعتبرت أن التقارير السلبية التي تتحدث عن سوء معاملة المهاجرين وعدم التكفل بهم، جاءت بعد فشل هؤلاء في تحقيق حلمهم في العبور إلى أوروبا، رغم أن الجزائر احترمت حرية التنقل لهؤلاء ولم تضعهم داخل مراكز مغلقة ومحاطة بسياج قبل ترحيلهم نحو دولهم الأصلية مثلما هو معمول به في أوروبا. وفي السياق، أكدت رئيسة الهلال الاحمر الجزائري أنه رغم الأزمة المالية التي تعانيها الجزائر واشتداد إجراءات التقشف، إلا أن الجزائر لم تخل بالتزاماتها الدولية بخصوص معاملة المهاجرين واللاجئين وما تزال تصرف أموالا باهضة على عمليات الترحيل التي مست أكثر من 16 ألف مهاجر غير شرعي كونها عمليات ضرورية وتشترط مقاييس محددة ، على غرار توفير حافلات نقل ملائمة وتوفير سيارات الإسعاف وكذا الغذاء والمبيت خلال عملية الترحيل لمئات المهاجرين، آخرها تلك التي نفذت قبل أيام ومست أكثر من 400 رعية من مالي. وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، أكدت بن حبيلس أنهم اندمجوا بسرعة في المجتمع الجزائري بحكم تقاسمهم نفس اللغة والثقافة. وفيما يتعلق بنشاط الهلال الاحمر الجزائري، قالت سعيدة بن حبيلس إن الاهتمام منكب على توفير عقار بمنطقة الدويرة من أجل إنجاز مخزن يستجيب للمقاييس العالمية يخصص لحفظ المؤونة والدواء من التبرعات التي تصل الهلال، وحاجة هذا الأخير إلى غرف تبريد وكاميرات مراقبة خاصة بتبرعات المحسنين والشركاء. كما كشفت بن حبيلس عن مشروع إنجاز مركز لإيواء المصابين بمرض السرطان و أهاليهم بولاية تلمسان التي تتوفر على مستشفى متخصص يغطي سكان الغرب والجنوب الغربي للتخفيف من معاناة هؤلاء، خاصة ما تعلق بالمبيت خلال فترة العلاج.