بات شهر أكتوبر شهر المُفاجآت بالنسبة للأميركيين من جهة، وللمرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية من جهة ثانية، فهذا الشهر يسميه الأميركيون "مفاجأة أكتوبر"، فهو الشهر الذي يسبق الانتخابات، ويعصف بنتائج استطلاعاتها. "مفاجأة أكتوبر" أدرجت ضمن صفحات قاموس أوكسفورد، تحت معنى يدل على أنها عمل أو خطاب غير متوقع يجري قبيل انتخابات نوفمبر، بهدف الفوز بأصوات الناخبين. هذا العام تكثر التكهنات في الشارع السياسي والحزبي في واشنطن، بشأن المفاجئة، فالبعض يرى أن معركة الموصول، ثاني أكبر المدن العراقية، وتحريرها من داعش قبل نهاية هذا العام، يمكن أن تخدم الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثامن نوفمبر المقبل، وتشكل إرثا للرئيس الحال باراك أوباما لمن سيخلفه في البيت الأبيض بعد 145 يوما. آخرون يرون "مفاجأة أكتوبر" قادمة لا محالة من روسيا، فبعد التوتر بين موسكووواشنطن، وتعليق الأخيرة للمباحثات مع روسيا بشأن محاولة إنهاء الحرب في سوريا، بسبب عدم الوفاء بالتزامات الكرملين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الرد الروسي، جاء من الرئيس فلاديمير بوتن بتعليق اتفاق روسي- أميركي بشأن التخلص من البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، في خطوة جاءت وسط تصاعد التوترات بشأن سوريا بين موسكووواشنطن. لتدهور الحاد في العلاقات بين البلدين، ربما يخدم أحد المرشحين للانتخابات، ويقلب أرقام الاستطلاعات لصالح أحد الحزبين، فالجمهوريون يرون في روسيا حليفا، بحسب منظور دونالد ترامب، فيما يراها الديموقراطيون عدوا يعيد إلى الأذهان الحرب الباردة. آخرون يرون "مفاجأة أكتوبر" ستكون اقتصادية بامتياز، إذ يرى مراقبون أن هبوطا حادا في أسواق وول ستريت، قد ترقى لأن تكون مؤشرا على أزمة مالية عالمية جديدة، يخسر فيه العديد من الأميركيين وظائفهم، ويهوي بالنمو الاقتصادي والميزان التجاري الأميركي، ويضع كلا الحزبين على كفتي ميزانه. ويحبس المرشحون أنفاسهم، تحسبا ل"مفاجأة أكتوبر"بعد تصريحات جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" بأن الموقع سينشر نحو مليون وثيقة، مرتبطة بثلاث حكومات وبالانتخابات الأميركية قبل نهاية هذا العام، رغم نفي أسانج أن التسريبات تستهدف المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون. وهذه التسريبات إذا ما تمت، فإنها قد تزيح دفة السفينة الديمقراطية وربما الجمهورية إلى الهاوية، بحسب ما غرد به صاحب موقع ويكيليكس. قصص "مفاجأة أكتوبر"، باتت تشكل ظاهرة شبه ثابتة، بالتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فقد تكون "مفاجأة أكتوبر"، مخيفة لكثيرين، إذا ما كانت أمنية أو إرهابية، من داخل أو خارج الولاياتالمتحدة، لتقلب المعادلة الأمنية الأميركية، وتسحب الثقة من عرين الديمقراطيين قبل الجمهوريين.