أفادت مصادر مؤكدة ل«البلاد"، أن مفتشية أقسام الجمارك لميناء وهران، توصلت في اليومين الماضيين، إلى الخلاص من محتويات 63 حاوية كانت مكدسة على مستوى مجمع الحاويات بالميناء الجاف منذ الفترة الممتدة بين 1 فيفري إلى غاية 2 ديسمبر من الشهر الجاري، كما تسعى ذات المفتشية الجمركية، إلى إخضاع 43 حاوية أخرى إلى نفس التدابير المتعارف عليها في قانون الجمارك. وربط المصدر هذه العملية الهامة عبر ميناء عاصمة الغرب الجزائري، بصعوبة التعرف على هوية أصحاب الحاويات "المهملة" بعدما تخلى عنها ملاكها المستوردون الذين قاموا باستيراد مختلف البضائع المحجوزة من عدة موانئ أجنبية على غرار مرسيليا، أليكانتي، دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والصين. وتشير المعطيات المتوفرة لدينا، إلى أن عمليات التفتيش والرقابة التي خضعت لها حاويات البضائع المستوردة عبر هذا المجمع الضخم، أفضت إلى اكتشاف ثغرات كبيرة في عمليات الاستيراد التي تمت من قبل مستوردين غير معروفين ولم تضمهم البطاقة الوطنية لإحصاء المستوردين عبر ميناء وهران وموانئ جزائرية أخرى، وأبانت الأبحاث الجمركية على هذا النحو، وقوع هؤلاء المستوردين المشتبه فيهم في "الخانة الحمراء" لارتكابهم مخالفات جمركية "خطيرة جدا" كمخالفتهم بيانات الحمولة والتصاريح الجمركية المسلمة إلى الهيئات الجمركية عبر ميناء وهران. وتأكد في هذا السياق أن الحاويات ال63 التي تم التخلص منها تحت إشراف ممثل عن النيابة العامة ومحضر قضائي، أصحابها خالفوا أيضا قانون استيراد البضائع التجارية والقوانين الخاصة بالصرف وحركة وتحويل العملة الصعبة إلى الخارج، إضافة إلى وقوعهم في عش فاضح يتلخص في الغش والتدليس والتصريح الكاذب في كامل بيانات الحمولة التي ضمتها الحاويات المعبأة بالهواتف النقالة من أنواع وماركات عالمية، على غرار "كوندور وسامسونغ"، حيث تؤكد لغة الأرقام ضبط ما يقرب عن 43 ألف وحدة من الهواتف منها الذكية وأجهزة تلفاز من نوع شاشات عملاقة "بلازما" سامسونغ و«أل جي" والكشف عن 4 حاويات محملة بقطع غيار صينية الصنع مستوردة من ميناء جبل علي بدبي أكبر ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط. وأفصح المصدر أن هناك 3 حاويات انتهت مفتشية الجمارك إلى الخلاص منها، محملة بمادة "المعسل" الممنوعة المستخدمة في تحضير دخان الشيشة لصاحبها مستورد معروف عبر القطر الوطني له سوابق مماثلة عبر ميناء عنابة لقيامه باستيراد "المعسل" من جنوب شرق أسيا، ولفت المصدر إلى أن المستورد محل متابعة قضائية وموضوع مذكرة بحث وطنية، استخدم الغش في الحمولة والتصريح الكاذب، حيث أظهرت عملية الفتح والتخلص من مجموعة محتويات حاوياته الثلاث أن ما صرح به في السابق على أساس أن هذه الحاويات محملة بسراويل "الجينز "وملابس النساء من صنع ماليزي، لا أساس له من الصحة، وقدرت مفتشية الجمارك مجموع الحاويات التي تم فحصها والتخلص منها بأكثر من 288 مليون دينار جزائري أي 3 مرات قيمة البضاعة في السوق الوطنية. وتكشف المصادر الجمركية، عن سعي حثيث لمفتشية الجمارك عبر ميناء وهران بالخلاص من 43 حاوية أخرى قبل تاريخ 31 ديسمبر من السنة الجارية، إثر تأكد عناصر الجمارك العاملة على مستوى المجمع ذاته، بأن ملاكها تركوها فور ورود معلومات لديهم بوجود تدقيق جمركي مشدد يشمل عمليات الغش والتصريح الكاذب ومحاربة الجرائم المالية التي كبدت الخزينة العمومية خسائر لا تعد ولا تحصى، وبينت التسريبات الجمركية أن ما يقرب 17 شخصا يحملون صفة مستورد بضائع أجنبية صاروا محل متابعات قضائية على مستوى مجلس قضاء وهران إثر تحرير المصالح الجمركية محاضر رسمية ضدهم للاشتباه في تورطهم في مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج والغش المترتب عن "الحمولات الزائدة" والتصريح الكاذب والاستيراد المشبوه.