بدأ الاجتماع الذي دعت له روسيا صباح الجمعة، والذي ضم إلى الجانب الروسي معارضين سوريين. واستهل وزير الخارجية الروسي الاجتماع بكلمة افتتاحية. وأعلن خلال كلمته أن محادثات الأزمة السورية المقررة في جنيف تأجلت من 8 فبراير حتى نهاية الشهر. وشدد على أن حوار أستانا الذي عقد في 23 يناير، ساعد الأممالمتحدة للتحضير لاجتماعات جنيف. وأضاف أن الأممالمتحدة لم تماطل وبذلت جهودها لإجراء محادثات سورية- سورية. أما عن النقطة الأبرز، والتي شهدت، الخميس، جدلاً إعلامياً بعد الإعلان الروسي عن مسودة دستور أو مقترح لدستور سوري جديد، فقال لافروف إنه لا بدّ من العمل على صياغة دستور سوري جديد، وإن ما قدمته موسكو هو بمثابة تجميع للقواسم السورية المشتركة. وفي رد مباشر على الانتقادات التي وجهت لهذا الموضوع، أكد لافروف أنه لا يمكن فرض أي دستور من دون التنسيق مع كافة الفرقاء السوريين. وأضاف أن روسيا ستقدم مشروع الدستور لكافة الأطراف السورية، إلا أنه لم يحدد من المقصود بتلك الأطراف "الحاضرة في لقاء موسكو" أم من ضمنها الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري اللذان رفضا المشاركة. وكانت المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري تضمنت إزالة العبارات التي تشير إلى عروبة الجمهورية السورية، وأتاحت تغيير حدود الدولة عبر استفتاء عام، ومنحت البرلمان صلاحيات إضافية من أبرزها تنحية رئيس الجمهورية. الهيئة العليا والائتلاف يرفضان المشاركة وكان مسؤولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض رفضوا دعوات للقاء وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، في موسكو. ووصف رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الخميس، أحمد رمضان الدعوات بأنها "شخصية وشفهية وغير واضحة أو محددة". وكان الائتلاف اتهم روسيا بالعمل على تشكيل وفد من شخصيات مقربة منها، لتمثيل المعارضة في مؤتمر جنيف الشهر المقبل. وقال نصر الحريري، القيادي في الائتلاف إن أي مفاوضات يتم فيها تغييب الهيئة العليا للتفاوض والائتلاف الوطني سيكون مصيرها الفشل. "موسكو تحاول تغيير مرجعيات الحل في سوريا" إلى ذلك، عبّر الحريري وشخصيات أخرى في الائتلاف عن الاستياء مما وصفوه "محاولة موسكو تغيير مرجعيات الحل السياسي في سوريا والالتفاف على قضية المرحلة الانتقالية"، معتبرين أن "موسكو نفذت عملية مراوغة في اجتماعات أستانا، التي كان مخصصة لبحث القضايا العسكرية لتطرح على وفد المعارضة دستورا أعده خبراء روس". وكانت الهيئة العليا للتفاوض رفضت الدعوة التي وجهتها موسكو إلى شخصيات محددة من الهيئة. وأشارت مصادر إلى أن الدعوة وجهت إلى أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني المعارض ونائبه عبد الحكيم بشار وعضو الهيئة السياسية هادي البحرة. وكانت روسيا أعلنت عن سعيها جمع فرقاء المعارضة السورية على طاولة واحدة في موسكو الجمعة للالتقاء بلافروف، بهدف اطلاعهم على ما أسفرت عنه المحادثات ومحاولة تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف المقررة في الثامن من الشهر المقبل. منصتا القاهرةوموسكو وحزب الاتحاد الكردي وحسب مصادر فقد وجهت موسكو الدعوات إلى شخصيات تمثل منصات موسكووالقاهرة وأستانا، أبرزهم قدري جميل وجمال سليمان وجهاد المقدسي ورندة قسيس، إلى جانب أحمد الجربا، زعيم تيار الغد السوري، ولؤي حسين، زعيم تيار بناء الدولة السورية، وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. وقد أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تلقيه دعوة للمشاركة في الاجتماع. وأفاد مسؤول بالحزب أنه تم قبول الدعوة وسيشارك ممثل من الحزب في الاجتماع. وأعرب عن أمله في حوار فعلي يشمل كل السوريين يؤدي لوقف نزيف الدم في سوريا. *** سوريا الروسية بدستور بوتين: البرلمان حاكم.. والدولة أسدية الجيش.. طائفية الوظائف قدمت روسيا مسودة لمشروع دستور جديد لسوريا إلى فصائل المعارضة السورية خلال مفاوضات أستانا التي عُقدت يومي 23 و24 جانفي الجاري. وبدأ الكشف عن تفاصيل الدستور الذي يتألف من 85 مادة، أهم ما فيها تحديد شكل الحكم في سوريا، وتوسعة الصلاحيات الممنوحة لمجلس الشعب. الدولة السورية ولغتها وينص المشروع الروسي، على إزالة العبارات التي تشير إلى عربية سوريا، بحيث يتحول اسمها إلى "الجمهورية السورية" بدلاً من "الجمهورية العربية السورية"، على أن يكون نظام الحكم فيها جمهورياً. وتنص المادة الثانية على أن "يكون في سوريا شعبها المتعدد القوميات والطوائف مصدراً وحيداً لسلطة الدولة". فيما تشير المادة الثالثة إلى أن "يتم في سوريا احترام الأديان والمنظمات الدينية كافة، وتأمين حرية تأدية المناسك الدينية كافة التي لا تخل بالنظام العام، وأن المنظمات الدينية متساوية أمام القانون". كما تقترح المسودة الروسية جعل تغيير حدود الدولة السورية ممكناً في حال عقد استفتاء عام، وينص البند الثاني من المادة التاسعة على أن "أراضي سوريا غير قابلة للتفريط، ولا يجوز تغيير حدود الدولة إلا عن طريق الاستفتاء العام الذي يتم تنظيمه بين مواطني سوريا كافة وعلى أساس إرادة الشعب السوري". وتشير المادة الرابعة إلى أن تكون اللغة العربية لغة رسمية يحددها القانون، كما أن "تستخدم أجهزة الحكم الذاتي الثقافي الكردي ومنظماته اللغتين العربية والكردية كلغتين متساويتين". ووفقاً لما ذكره البند الأول من المادة الأولى لمسودة المشروع: "تكون الجمهورية السورية دولة مستقلة ذات سيادة وديمقراطية، تعتمد على أولوية القانون، ومساواة الجميع أمام القانون، والتضامن الاجتماعي، واحترام الحقوق والحريات، ومساواة الحقوق والحريات للمواطنين كافة دون أي فرق وامتياز". صلاحيات مجلس الشعب ويمنح المشروع الروسي صلاحيات واسعة لمجلس الشعب، لا يحصل عليها في الدستور الحالي المعمول به في سوريا، خصوصاً فيما يتعلق بإمكانية تنحية رئيس الجمهورية عن منصبه، حيث تنص المادة 44 على أن يتولى مجلس الشعب اختصاصات: - إقرار القوانين. - حجب الثقة عن الحكومة. - إقرار مسائل الحرب والسلام. - تنحية رئيس الجمهورية من المنصب. - إقرار إعلان رئيس الجمهورية حالة الطوارئ والتعبئة العامة. - تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا. - تعيين رئيس البنك الوطني السوري وإقالته من منصبه. - إقرار إنهاء صلاحيات أعضاء الجمعية. كما تمنح المادة 43 مجلس الشعب صلاحيات إعلان الانتخابات الرئاسية، وحجب الثقة عن الحكومة، وإقرار المعاهدات والاتفاقات الدولية، وإقرار العفو العام، وإقرار إنهاء صلاحيات أعضاء المجلس. ومن أبرز ما تنص عليه المواد الأخرى المتعلقة بمجلس الشعب، تحديد آلية انتخاب أعضائه، وتنظيم الحملات الانتخابية، والسن المطلوبة للترشح. رئيس الجمهورية وفي تغيير واضح للدستور الحالي، يقترح المشروع الروسي في المادة 49 من الدستور الجديد، انتخاب رئيس الجمهورية لمدة 7 أعوام بالاقتراع المباشر من قِبل المواطنين السوريين، إلا أنه لا يُسمح للشخص ذاته إعادة انتخابه إلا لولاية واحدة تالية. وسيكون من مهام مجلس الشعب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، ويشترط المشروع الروسي أن يكون عمر الرئيس متماً ال40 عاماً ومتمتعاً بالجنسية السورية، بحسب ما تنص عليه المادة 50. ويحظى رئيس الجمهورية بصلاحيات عدة؛ من أبرزها إعلان الاستفتاء العام حول المصالح العليا للبلاد، فيما تنص المادة 60 على خضوع القوات المسلحة في سوريا للرئيس مباشرة، وتمنحه إمكانية إعلان التعبئة العامة، وحالة الطوارئ. ولم تشر المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد إلى حقّ رئيس الجمهورية بحلّ المجلس النيابي، كما لم تشر إلى إمكانيته تعيين نائب رئيس له. وأشار البند الثالث من المادة نفسها، "بصفة التراث الوطني الذي يعزز الوحدة الوطنية، يتم ضمان التنوع الثقافي للمجتمع السوري". تمثيل الأقليات وتشير المسودة الروسية إلى ضرورة مراعاة التمثيل النسبي لجميع الأطياف الطائفية والقومية لسكان سوريا في التعيينات الحكومية، مع تخصيص بعض المناصب لتمثيل الأقليات. وجاء في البند الثالث من المادة 64 للمسودة: "يكون التعيين لمناصب نواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء تمسكاً بالتمثيل النسبي لجميع الأطياف الطائفية والقومية لسكان سوريا، وتُحجز بعض المناصب للأقليات القومية والطائفية، ويحق لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء التشاور في هذا الخصوص مع ممثلي جمعية الشعب والمناطق". وعقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مؤتمراً صحفياً، اليوم الجمعة، تحدثت فيه المشروع الروسي المقترح لدستور سوري جديد.