حذرت مديرية الصحة والسكان لولايات بالجنوب على غرار الجلفة، مواطني الولاية، ودعتهم إلى ضرورة ترك الألبان ومشتقاتها وأيضا التعامل بحذر مع المواشي، بعد تسجيل العشرات من الحالات المصابة بالحمى المالطية في عدد من البلديات. وأشارت مصادر "البلاد"، إلى أن هذا الوضع جعل الهيئة تلجأ إلى أثير الإذاعة بمعية مديرية الفلاحة من اجل توعية المواطنين بخطورة الوضع، خاصة وأن الحمى المالطية بإمكانها حتى أن تؤدي إلى الإصابة بالشلل والعقم ومرض التهاب السحايا، في حالة عدم وجود تشخيص مبكر لها. وحسب المصادر ذاتها، فإن السبب المباشر في انتشار هذه الحمى راجع بالأساس إلى استهلاك حليب المواشي ومشتقاته من اللبان غير المراقب والذي يتم جلبه انطلاقا من مواشي مصابة بالحمى المالطية بحد ذاتها، ليتسبب حليبها في انتقال العدوى إلى الأفراد، خاصة وأن كميات كبيرة من هذه الألبان والحليب ومشتقاتهما يتم عرضها بشكل يومي في الأسواق البلدية والتجمعات التجارية. وكشفت مصادر من مديرية الصحة ومن مديرية الفلاحة، أن جميع الإجراءات المتخذة سابقا ومنها عمليات التحسيس في صفوف المواطنين والداعية إلى عدم استهلاك حليب المواشي غير المراقب، لم تثن من توسع دائرة انتشار هذه الحمى الخطيرة، حيث سجل إصابة 900 مواطن سنة 2015. فيما ارتفع هذا الرقم سنة 2016، ليسجل خلال هذه السنة أيضا أعداد هائلة من المصابين لاتزال عملية إحصائهم مستمرة إلى حد الآن، وأضافت المصادر إلى أن الحمى المالطية ليست مقتصرة على حليب الماعز فقط، لكن كل المواشي بما فيها الأبقار وحتى النوق. وتعرف العديد من بلديات الولايات الجنوبية اجتياحا غير مسبوق للحمى المالطية، حيث كشفت مصادر متابعة للوضع الصحي لولاية الجلفة ل "البلاد"، أن هذه الحمى أضحت مرابطة بشكل كبير لبلديات الجنوبية بالخصوص، الأمر الذي أدى بالعشرات من المرضى إلى التوافد يوميا على مصالح الصحة لهذه البلديات، وتحدث مرضى بالقول بأن "إن هناك تضارب في التكفل بهم بين المؤسسات الاسشفائية العمومية ومؤسسات الصحة الجوارية"، حيث ذكر مرضى في اتصال هاتفي ب "البلاد"، أن كل جهة ترمي بهم إلى الأخرى، ففي الوقت الذي قصدوا فيه مؤسسات الصحة الجوارية بحثا عن العلاج، تم توجيههم إلى المؤسسات الإستشفائية. فيما هذه الأخيرة تعيد توجيههم إلى المؤسسة الأولى، وهو الأمر الذي جعل المريض والمصاب يدخل في تطورات ومضاعفات أخرى من جراء التأخر في علاج مرض الحمى المالطية. وحسب مديرية الفلاحة، فإن جميع الإجراءات متخذة من أجل التكفل بعمليات البيطرة للمواشي من خلال التحسيس المتواصل وحث الموالين على تلقيح مواشيهم وتنظيف أماكن تواجدها، كما ذكرت في السياق ذاته، مديرية الصحة أن جميع الوسائل متوفرة للتكفل بالمرضى، مشددا على ضرورة تجنب استهلاك الحليب ومشتقاته من الألبان غير المراقبة وغير الصحية. ولاتزال عمليات التحسيس متواصلة وقائمة من أجل الحد من انتشار هذه الحمى في الوسط العمراني.