دعت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمس خلال تفقدها مختلف مشاريع الهياكل الثقافية المنجزة في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، إلى ضرورة استرجاع جميع القطع والتحف الأثرية الخاصة بتلمسان التي تتوزع حاليا على مختلف المتاحف الوطنية، بالإضافة إلى تلك التي تتواجد بفرنسا والتي لا تزال الجزائر تطالب باسترجاعها منذ الاستقلال. وقالت تومي التي كانت انطلاقة جولتها من متحف فنون وتاريخ تلمسان، إن هذا المرفق الثقافي الجديد الذي كان المقر السابق للبلدية. أحق من المتاحف الوطنية الأخرى بآثار وموروث ''عاصمة الزيانيين'' الثقافي والتاريخي الذي سيكتشفه العالم الإسلامي والعربي خلال الافتتاح الدولي ل''عاصمة الثقافة الإسلامية'' في ال 16 أفريل القادم. وأعربت الوزيرة عن رضاها للتقدم الملحوظ الذي تشهده إنجازات المشاريع الخاصة بالتظاهرة التي ينتظر أن تشارك فيها أزيد من 40 دولة عربية وإسلامية، مؤكدة أن تلمسان ستكون حاضرة في الموعد المحدد. ويقع متحف الفنون والتاريخ وسط مدينة تلمسان، حيث يطل على المسجد القديم ويتربع على مساحة 2000 متر مربع ويحتوي على أربع أجنحة خاصة بالعرض وطابقين، أرضي مخصص لعرض التحف بشكل مناسباتي، وعلوي بشكل دائم، حيث سيكون جاهزا لاستقبال زواره ابتداء من ال 15 أفريل القادم بعدما تم ترميمه وفقا لمقاييس التصميم المعماري المستمد من الحضارة الزيانية بميزانية قدرها 280 مليون دينار. من ناحية أخرى، طافت وزيرة الثقافة والوفد المرافق لها، في ثاني محطة لجولتها، داخل أجنحة ''قصر الثقافة'' الذي خضع بدوره إلى الترميم والتهيئة استعدادا للحدث، حيث شرع في إنجازه منذ شهر جانفي 2008 باعتماد مقاييس فنية ومعمارية تتماشى مع طبيعة المناسبة. ويتربع على مساحة 1000 متر مربع ويحتوي على أربعة أجنحة، بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات تتسع ل 300 مقعد، بينما قدرت تكلفة الإنجاز، حسب عضو اللجنة التنفيذية للتظاهرة المكلف بالمنشآت الجديدة الكبرى عبد الحليم سراي، ب 650 مليون دينار، فيما سيتم تسليم المشروع المعماري الضخم والمميز بتصاميمه التي أبدعت فيها أنامل مهندسين وفنانين خضعوا لتربص في غرناطة، مع الافتتاح الرسمي ل''عاصمة الثقافة الإسلامية''. وغير بعيد عن هذا المبنى، تم إنشاء مركز الدراسات الأندلسية بتكلفة 700 مليون دينار، وسيكون جاهزا ضمن مشاريع التظاهرة في شهر ماي القادم. كما عرجت الوزيرة تومي على أضخم مشروع يتعلق بأكبر مركبين ثقافيين، إضافة إلى ''مسرح الهواء الطلق'' الذي أنجز بتكلفة 600 مليون دينار، حيث يقع في واجهة تلمسان ويتربع على مساحة 1700 متر مربع وسيكون جاهزا في الثلاثين مارس المقبل.