في تقرير نشر أمس في مجلة ''فورين بوليسي''، إلى استخدام العقيد معمر القذافي مرتزقة من دول إفريقية ومناطق أخرى لسفك دماء أبناء وبنات الشعب الليبي، في محاولة من جانب القذافي لقمع الثورة الشعبية التي تحاول إسقاطه. وأضاف الكاتب مع قمع النظام الليبي للاحتجاجات الحالية؛ طفت على السطح تقارير بشأن مهاجمة مرتزقة أفارقة للمتظاهرين والاحتشاد من أجل الدفاع عن العاصمة الليبية طرابلس. حيث قال السفير الليبي في الهند علي العيساوي الذي استقال مؤخرا ''إنهم أفارقة يتحدثون اللغة الفرنسية ولغات أخرى''. وفي هذا السياق، ذكرت تقارير أن الشرطة الليبية التي تمردت ضد القذافي في بنغازي اعتقلت أو أسرت جنودا أجانب من ذوي البشرة السوداء ويتكلمون الفرنسية، وكانوا يميزون أنفسهم عبر ارتداء قبعات صفراء اللون. ووفقا لتقارير متعددة فإن المرتزقة الأجانب الذين استأجرهم القذافي هم من تشاد والكونغو والنيجر ومالي والسودان وحتى من شرق أوروبا، موضحة أنه من الأمور التي تساعد على استئجار مرتزقة بشكل سريع هي وجود أصدقاء في المكان الصحيح، فقد أوردت ''الجزيرة'' أن هناك إعلانات في كل من غينيا ونيجيريا تعرض على كل من يتم استئجاره للعمل كمرتزق لمساعدة القذافي مبلغ ألفي دولار أمريكي. ولكن إن كان عقيد ليبيا يسعى لاستئجار مرتزقة، فإن غرب إفريقيا ربما هو المكان المناسب للبدء منه، حيث تعاني المنطقة من نزاعات في كل من غينيا وسيراليون وليبيريا وساحل العاج والتي من شأنها توفير المرتزقة من العاطلين عن العمل الراغبين في الانتقال من نزاع إلى آخر وفقا للأجر المناسب أو الأفضل. وأما الدفع للمرتزقة في البلدان الأفريقية فكان يتم في الغالب بالماس، حيث ساعد ذلك في إذكاء لهيب الحرب الوحشية في سيراليون واستمرارها لسنوات، حيث ذكرت قوات حفظ السلام الدولية في ساحل العاج في هذا السياق أن المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة لوران غباغو الذي يرفض الإقرار بذلك، جلب مرتزقة من ليبيريا لمساعدته في الصراع ضد الرئيس المعترف به دوليا لساحل العاج الحسن وتارا. وكانت الأموال الليبية قد ساعدت في زعزعة استقرار عدد من الأنظمة الإفريقية، فعلى سبيل المثال كان القذافي منذ أمد طويل داعما ومؤيدا متحمسا للرئيس الليبيري السابق شارلز تايلور الذي يحاكم حاليا أمام محكمة لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وعليه فليس من المستبعد أن يكون للمسؤولين الليبيين علاقات وروابط في المنطقة، لكنه لا توجد تقارير موثوقة عن الزمان والكيفية التي تواجد فيها هؤلاء المرتزقة، غير أن بعض الناشطين الليبيين يعتقدون أن المرتزقة موجودون في معسكرات تدريب في جنوب ليبيا منذ أشهر، استباقا لاندلاع انتفاضة.