قفزت أسعار العملات الأجنية إلى حد السقف، حيث بلغ سعر الأورو 19600 دينار مقابل ورقة 100 أورو ومن المرتقب أن يستمر ارتفاع الأورو خلال الأيام القادمة ليصل حدود 20000 دينار بسبب كثرة الطلب عليه وتزامنا وموسم الحج والاصطياف وعودة المغتربين إلى الجزائر. وشهدت أسواق الصرف بالسوق الموازية عبر مختلف مناطق الوطن إنزالا بشريا قصد شراء الدوفيز أو تحويله إلى دينار في ظل غياب مكاتب صرف تلبي الكم الهائل من الطلب المتزايد للسياح والمواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج أو الحجاج القاصدين البقيع. ومنذ دخول الصائفة عرف سعر الأورو منحى تصاعديا، حيث كان بداية شهر جوان 19200 ليرتفع في منتصف جوان في حدود 19400، في حين بلغ خلال هذا الشهر 19600 دينار جزائري لورقة 100 أورو. وتأسف المواطنون الذين وجدناهم في السوق السوداء ببور سعيد أو "السكوار" عن الارتفاع الذي سجله سعر صرف العملة الأوروبية الأورو الذي أوشك على بلوغ 20000 دينار مقابل 100 أورو دون تحرك الجهات الوصية في وضع حد لسماسرة الدوفيز الذين يتحكمون في رفعه تدريجيا في ظل غيار أماكن رسمية تلبي طلبات المواطنين والسياح الأجانب مثلما هو موجود في الدول المجاورة، على غرار تونس والمغرب. ويتوقع صرافو الدوفيز بالسكوار ارتفاعا مرتقبا نظرا إلى كثرة الطلب على العملة الأجنبية في نفس المستوى، وتراجع العرض. من جهته، أكد رئيس نقابة الوكالات السياحية بشير جريبي في تصريح ل"البلاد" أن تفعيل مكاتب صرف في الجزائر لا يزال بعيدا، لاسيما أن الأرباح التي تعود على صاحبها ضئيلة وتقدر ب1 بالمئة ينفقها على الكراء والضريبة وأشياء أخرى لذلك يفضل أغلب الباعة للعملات بقاءهم في السوق الموازية. وأفاد جريبي أن الارتفاع الذي تعرفه العملات الأجنبية راجع إلى قانون سوق العرض والطلب، لاسيما ونحن في فصل الصيف وموسم الحج وكذا عودة المهاجرين إلى الديار. وحذر جريبي من الغموض في تمويل السوق الموازية بالعملة الصعبة قائلا "من يمول السوق السوداء". من جهة أخرى وبالنظر إلى الأسواق العالمية هي الأخرى عرفت ارتفاعا في سعر الأورو، حيث حقق أعلى مستوى في نحو عامين، مقابل العملات الأجنبية الأخرى بعدما قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي إن المسؤولين سيناقشون تغييرات ممكنة على برنامج شراء السندات قريبا. ورغم أن رئيس البنك المركزي الأوروبي لم يحدد تاريخا لتلك التغييرات على الخطة وقال إن المعنيين بتحديد سعر الفائدة متوافقون حول قرارهم بعدم تغيير توجيهاتهم بشأن السياسة النقدية، رأى مستثمرون أن المناقشات ستفضي إلى تشديد في السياسة النقدية العام القادم. وفي ظل هذه الأحداث عرف الأورو ارتفاعا في البداية إلى نحو 1.1570 دولارا. وزاد الأورو سنتا إضافيا أمام العملة الأمريكية ليصل إلى أعلى مستوى منذ أوت 2015 عند 1.1659 دولارا ومقابل الجنيه الإسترليني قفز الأورو 1.4 بالمئة إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 89.76 بنس.