العطلة السنوية وموسم الحج ساهما في الارتفاع القياسي للعملات قفز سعر العملة الأجنبية "الأورو" إلى مستويات قياسية يوم أمس، مسجلا أعلى ارتفاع له منذ بداية السنة بارتفاع بلغت نسبته المئوية 1.24 ٪، كما قدر سعره في السوق الموازية ب19200 دينار مقابل ورقة 100 أورو. واصل سعر الدينار هبوطه هذا الشهر مقابل العملات الأجنبية الأخرى كالعملة الموحدة الأورو وكذا الدولار الأمريكي والكندي، حيث بلغ سعر ورقة 100 أورو في سوق بور سعيد سعر 1920 دينار، في حين بلغ سعر ورقة 100 دولار أمريكي 1915. أما سعر الدولار الكندي قدر ب1300 دينار مقابل ورقة 100 دولار كندي. وحسب التقديرات، فإن هذا الارتفاع الذي عرفه سعر الدوفيز يعتبر أعلى مستوى له منذ 5 أكتوبر من السنة الماضية إلى غاية هذا الشهر. وتبددت مكاسب الدينار بعد فترة من الاستقرار، حيث بدأ الدينار في التراجع مقابل اليورو منذ تاريخ 6 جانفي نظرا لعدة تغيرات على الساحة العالمية بما فيها انهيار سعر النفط. من جهة أخرى، صعد اليورو لأعلى مستوى في عام، معززا مكاسبه بعدما سجل يوم أمس الأول أكبر زيادة يومية له خلال أكثر من عام عقب تصريحات لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي الذي حذر من إجراءات جديدة ستشمل السياسة النقدية للبنك الأوربي وذلك بسحب الحوافز الطارئة للاقتصاد التي سيطرت على صنع السياسات لنحو عشر سنوات. وفي المعاملات الآسيوية والأوروبية المبكرة صعد اليورو 0.7 بالمئة أخرى بعدما سجل زيادة يومية نسبتها 1.4 بالمئة يوم أمس الأول ليجري تداوله عند 1.1381 دولارا أمريكيا. ودفعت عدة عوامل سياسية إلى هبوط الدولار والجنيه الإسترليني، الذي يعاني من ضغوط بسبب اضطراب المشهد السياسي البريطاني في الآونة الأخيرة، إلى تجاوز مستوى 1.28 دولارا مسجلا أعلى مستوياته منذ خسرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الأغلبية البرلمانية في انتخابات الثامن من جوان وتراجع الإسترليني إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر مقابل اليورو مع تجدد قوة العملة الأوروبية الموحدة في أعقاب تصريحات رئيس البنك المركزي الأوربي. ويفسر مراقبون هذا الارتفاع للعملات بالسوق السوداء بسبب فترة الاصطياف وكذا موسم الحج، حيث يكثر الطلب عليه سواء من أجل السياحة إلى الخارج أو للعلاج في أوربا هذا من جهة، بالإضافة إلى غياب مكاتب صرف تجبر المواطنين على التوجه إلى الأسواق الموازية التي أصبحت تتحكم في سعر العملة الأجنبية كما يحلو لها.