100 أورو ب18 ألف دج للشراء و18200 للبيع شهد سوق السكوار الموازي بالعاصمة، توافد عدد كبير من المغتربين وكذا الحجاج لشراء العملة الأجنبية أو "الدوفيز" كالأورو والدولار، خاصة من طرف الحجاج باعتبارهم على موعد مع السفر إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، أين يتم تحويل العملة الأجنبية إلى الريال سعودي لما يحتاجونه من مصروف يومي هناك ويفضل هؤلاء اقتناء ما يلزمهم من السوق الموازي للعملة الأجنبية بور سعيد، في الوقت الذي لا تزال الحكومة لم تلتزم بمواعيدها في إنشاء مكاتب الصرف. «البلاد" قامت بجولة استطلاعية بالسوق الموازي لتحويل العملة الأجنبية، أين وجدنا المواطنين يبحثون عمن يحول لهم الدينار إلى عملات مختلفة، خاصة منهم المغتربين والمقبلين على أداء مناسك الحج. سعر الأورو في سوق السكوار ب 18 ألف دج للشراء و18.20 ألف للبيع مقابل 100 أورو لا يزال سوق السكوار المقصد الوحيد للراغبين في تحويل عملتهم وفي هذا الصدد تقربنا من أحد الباعة، أين قمنا بسؤاله عن سعر بيع وشراء الأورو، فأجاب البائع أن سعره عند الشراء يبلغ 10 آلاف دج، في حين عند البيع يبلغ 18.2 ألف وفي حالة ما إذا كان هناك كمية لا بأس بها في الأموال المحولة يقوم البائع بتخفيض السعر للمواطن، سواء كان أورو أو دولار. يجدر الذكر أن الأورو لا يزال يراوح نفسه وانخفض بشكل طفيف مقارنة بالأشهر الماضية، أين قدر سعر بيعه ب18.5 ألف دج بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. سعر الدولار الأمريكي ب16 ألف دج للشراء و16.30 ألف دج للبيع عرفت أسعار تحويل عملة العم سام هي الأخرى ارتفاعا مقارنة بالعملات الأخرى، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 16 ألف لورقة 100 دولار أمريكي عند الشراء أما البيع فبلغ 16.30 دج. في حين بلغ سعر الدولار الكندي ب 11.8 ألف دج عند الشراء أما عند البيع 11.9 ألف دج مقابل 100 ورقة دولار. وتشهد الأسعار في هذه السوق استقرارا مقارنة بالارتفاع الذي عرفته العملات بالبنك المركزي في وقت تراجعت قيمة الدينار مقابل الدولار إلى معدلات لم تصلها الجزائر من قبل، خاصة بعد انهيار أسعار البترول وسقوط سعر الدينار. غياب مكاتب صرف جعلت "السكوار" المنفذ الوحيد للباحثين عن الدوفيز ذكر الخبير الاقتصادي كمل رزيق في حديثه ل"البلاد"، أن التعليمة التي أصدرت بخصوص إنشاء مكاتب صرف تقوم بشراء العملة الأجنبية ولا تبيعها للسياح أو المواطنين لا معنى لها، مؤكدا أن السائح أو الحاج الذي يود الخروج إلى الخارج يبحث عن عملة تتناسب وذلك البلد الذي يسافر إليه سواء السعودية أو أوربا وبالتالي يحتم عليه البحث عن طرق أخرى ليستبدل الدينار بالعملة الأجنبية خارج المؤسسات المالية وهذه عملية "لا تخدم الاقتصاد الوطني"، مؤكدا أنه آن الأوان لتفعيل مكاتب صرف تقوم بتوفير العملة الأجنبية، سواء بيعا أو شراء، وأضاف رزيق أن غياب مكاتب صرف جعل السوق الموازي المنفذ الوحيد للباحثين عن العملة الصعبة وأن عدم تأثر هذه السوق بالتحولات المالية التي تشهدها السوق العالمية بعد ارتفاع الدولار راجع إلى تحكم العرض والطلب مما جعل سوق السكوار لا يتأثر بمثل هذه التحولات لأن سعر الصرف فيه غير حقيقي مقارنة بما يتداول في البنك المركزي والبنوك. من جهته، نبه مبتول، من مخاطر اللعبة التي أقدمت عليها الحكومة والمتمثلة في تخفيض قيمة الدينار مقابل العملات الرئيسية للحد من عجز الموازنة، مشيرا إلى أن الزيادة الاصطناعية للجباية البترولية ستكون خطيرة العواقب بدون إصلاحات هيكلية وخاصة في ظل التوقعات الخاصة بأسعار النفط والغاز في السنوات الثلاث القادمة والتي لن تتجاوز في المتوسط 50 دولارا مما يدفع بالسعر الرسمي للانهيار أكثر نحو مستويات في حدود 150 / 160 دج للدولار في عام 2018، وفي حدود 200 دج للدولار في السوق الموازية.