قالت إنه مات قبل أن يرى عمله الأخير ''العملاق'' يجسد فوق خشبة المسرح لأنه اغتيل غدرا، ولم يمنحوه فرصة إضافة إبداع آخر يشهد له بحسن صنيعه وموهبته في التمثيل والإخراج والتأليف.. كان بالنسبة لها الزوج ورفيق الدرب والراحل الذي ترك ذخرا من الأعمال المسرحية حملها من خلالها مسؤولية الحفاظ عليها، فراحت تبحث عن مشروع تحقق به الحلم الذي تمنت ألا يضيع بين لا مبالاة المسؤولين وتقصيرهم أمام عظمة الفن وصانعيه.. هكذا ردت السيدة رجاء علولة في حديثها إلينا بمجرد أن سألناها عن زوجها. وتواصل محدثتنا بنبرة يمتزج فيها الأسف بالحسرة، أنها أسست ''مركز التوثيق والأرشيف المسرحي'' بوهران الذي جمعت فيه أغلب أعمال زوجها عبد القادر علولة التي يحتفظ التلفزيون الجزائري بنسخ منها، إضافة إلى مجموعة من الكتب أكدت أنها ستكون تكريما للراحل في قبره إذا ما تقرر تدريسها لمحبي المسرح ''لن يهنأ لي بال ولن يرتاح علولة في قبره إلا بعد ترسيم مركز التوثيق والأرشيف المسرحي وطنيا''، وهو المركز الذي جمعت فيه محدثتنا كما كبيرا من الأعمال الوثائقية للمرحوم ومجموعة هائلة من الصور والمسرحيات والمقالات الصحفية وأشرطة الفيديو، ومجموعة أخرى من الأرشيف، وذلك بهدف تشجيع ودعم الفرق والتعاونيات المسرحية الشابة وغيرها من أجل الحفاظ على الثقافة الجزائرية. وفي السياق ذاته، أوضحت السيدة رجاء علولة أن وزيرة الثقافة خليدة تومي كانت قد وعدتها بأن تدعم هذا المشروع ماديا، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق ''أعتقد أن الوزيرة منهمكة في تظاهرة تلمسان.. وهذا ما أنساها وعدها لي''. واعتبرت رئيسة ''مؤسسة عبد القادر علولة'' أن مركز التوثيق والأرشيف المسرحي يعد الوحيد من نوعه في الجزائر أمام عجز المسارح الوطنية عن توفير الكتب والمراجع، وما ينقصه هو الدعم الذي من شأنه أن يضمن نجاح هذا المشروع ''علولة لم يترك أموالا بعد رحيله.. بل ترك اسما لا بد أن يساعدني المسؤولون في الحفاظ عليه، وعلى جميع المواهب التي كتب لها أن تنسى بعد موتها''، على حد تعبيرها.