أثار المشاركون في ندوة ''إشكالية النص المسرحي بين الاقتباس والتأليف في الجزائر'' التي احتضنها صباح أمس المسرح الجهوي ''عز الدين مجوبي'' بعنابة على هامش فعاليات المهرجان المحلي التصفوي للمسرح المحترف في طبعته الخامسة، جدلا ونقاشا كبيرا بين نقاد وفنانين مسرحيين. وشدد الدكتور عمرون نور الدين، وهو أستاذ المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالعاصمة، خلال مداخلته. على ضرورة التزام العرض المسرحي المقتبس بمجموعة من الضوابط التي قال إن غيابها يسقط عن العمل قيمته المسرحية الدرامية على غرار تواجد عنصري الصراع والإلمام بخصوصيات الشخصية، مضيفا أن الأعمال المسرحية الجزائرية في السنوات الأخيرة طغى عليها الاقتباس بسبب تشجيع إدارة المسارح الجهوية لذلك، رافضا في ذات الإطار قيام بعض المخرجين باقتباس مسرحيات عن أخرى على اعتبار أن الاقتباس السليم ينبغي أن يكون عن نص مكتوب سواء في الرواية، أو القصة، وليس عن عمل منجز. وفتح هذا الطرح جدلا واسعا بين المشاركين في الندوة على غرار المدير السابق لمسرح وهران ''أبو عبد لله'' الذي اعتبر اللجوء إلى الاقتباس في فترة التسعينيات بالخصوص كان نتاجا لظروف أمنية واقتصادية انعكست سلبا على المسرح، في غياب التمويل المالي، نافيا أن يكون اللجوء إلى الاقتباس مرده تشجيع الإدارة على ذلك. وأوضح المتدخل أن الكثير من المبدعين الشباب قرروا أخذ زمام المبادرة وإخراج أعمال مقتبسة، مشددا على ضرورة إيلاء تجاربهم الواقعية الاهتمام اللازم، دون إسقاط أهمية الجانب الأكاديمي المعرفي في التجربة المسرحية . واحتدم النقاش حول موضوع ''سلطة المخرج في الانفراد بحيثيات العرض''، خاصة بعدما أكد الدكتور عمرون أن ''المخرج الناجح ينبغي أيضا أن يكون كاتبا مسرحيا ناجحا''، الأمر الذي لم يشاطره فيه العديد من الفنانين الحاضرين الذين أكدوا أنه ليس شرطا أن يكون المخرج الجيد كاتبا جيدا. وفي ذات السياق، انتقد الصحفي والناقد المسرحي عاشور بوزيان، ما وصفه ب''وضع المسرح في قوالب جاهزة''، والقول إن ما يراه طرف معين فقط هو المسرح''، مدافعا عن الإبداعات المسرحية الجزائرية المقتبسة انطلاقا من التجارب التي خاضها الراحلان علالو ومحي الدين بشطارزي.