الغرب لا يحقّق المساواة بين الرجل والمرأة ، لكنه يسعى إلى تحقيق التساوي غير المنطقي وغير الممكن بين الجنسين ، وعلى المسلمين أن يبادروا إلى إحياء القيم النبوية في التعامل مع المرأة من أجل تحقيق المساواة التي تعني التكامل بين الذكر والأنثى، هذا ما أكد عليه المفكر ومقدم البرامج الدينية المعروف الدكتور عمرو خالد في حوار خصّ به "البلاد.نت" ، عبّر من خلاله عن مشاعر كبيرة يكّنها للجزائر وللجزائريين ،وتحدّث عن حقيقة رفضه دعوة لزيارة الجزائر ومطالبته بمقابل مالي لإلقاء محاضرات دعوية . الدكتور عمرو خالد حدثنا أيضا عن اقتراحه العملي للاستعداد لشهر رمضان قبل 70 يوما على حلوله ، وعن العلاقة بين الشهر الفضيل واليوم العالمي للمرأة ، وأيضا عن كرة القدم وما يفعله العربيان رياض محرز ومحمد صلاح في الدوري الإنجليزي. حاوره : محمد عبدالمؤمن
البلاد.نت: اقترحتم مؤخرا برنامجا عمليا للاستعداد لشهر رمضان قبل 70 يوما على حلوله ، بحيث تخصص كل 10 أيام للقيام بعمل محدّد يستلهم من معاني الشهر الفضيل ، ورأيتم أن تكون البداية برحمة المرأة ومساعدتها ، هل هناك سبب أو سرّ معيّن لذلك ، بالإضافة إلى تزامن الاقتراح مع اليوم العالمي للمرأة؟ نعم قبل 70 يوما ، بدأنا نقول يالله نستعدّ لرمضان ، والسبب أنني أعيش بقول الله تبارك وتعالى:"وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ" ، فالذي يسبق تكون له عند الله منزلة كبيرة ، هذه هي فكرة الأوائل ، الدين الإسلامي دين جميل جدا ، دين عملي جدا ، دين فعال ، إيجابي ، يشجع المبادرين ، عادة عندما نسمع كلمة "مبادرة" نعتقد دائما أنها كلمة غربية ، كلمات مثل الinitiative و الproactive نسمعها وننبهر بها على أساس أنها كلمات أدبيات غربية ، مع أنها أصلا في قرآننا ، فأول من ربّى على فكرة المبادرة هو الإسلام في نصوص القرآن ، "إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ" ، "وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" ، ""وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" ، "من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" ، الإسلام دين يشجّع على المبادرة ، يشجع على الإبداع ، يشجّع على أن تتقدم ، كل هذه النصوص تقول أن الإسلام يريد بناء شخصية بناء شخصية مبادرة. العبادة في الإسلام هي تشجيع للمبادرة في الحياة ، صحيح أن كل الآيات التي ذكرتها تتكلم عن العبادات ، لكن من قال أن "السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" يقصد بها فقط الصلاة والصوم ، يمكن أن السابقون السابقون في الاختراعات المفيدة للعالم ، السابقون السابقون في خدمة الجزائر ، في حب الوطن ، ولذلك اخترت أن تكون بداية الاستعداد لرمضان بموضوع نكون فيه من السابقين فيه في الدنيا ، أي بتوجيه العبادة للمبادرة في الحياة . أما لماذا اخترت المرأة ، فالرحمة هي مدخل شهر رمضان ، فشهر رمضان أوله رحمة ، وفيه تتنزل الرحمات من الله ، وباب الرحمة في الحياة ، أن تكون رحيما بالمرأة ، فإذا استطعت أن تكون رحيما مع زوجتك ، مع أختك ، مع ابنتك ، فإنك ستكون رحيما بباقي البشرية ، فالرحمة تبدأ من البيت ، والدليل أن سورة النساء هي سورة تتكلم عن العدل في المجتمع ، وسميت بسورة النساء لأن المؤمن عندما يكون رحيما مع المرأة سيكون رحيما مع باقي طوائف المجتمع . وتمّ ربط الاقتراح بفكرة اليوم العالمي للمرأة ، لأن فكرة هذا اليوم فكرة جميلة ، كثير من المتديّنين يرفضون الأفكار التي لا تأتي من قلب التعاليم الدينية ، في حين أن النبي قبل أفكار كثيرة لخير العالم ، ولم يكن مصدرها من الدين ، فقال عليه الصلاة والسلام :"لو دعتني قريش إلى حلف الفضول لأجبت" ، ولم يكن هو الذي بدأ هذا الحلف ، فكرة الخندق أيضا هي فكرة فارسية وقبلها النبي ، ونحن كمسلمين لا نرفض اليوم العالمي للمرأة ، وفي نفس الوقت ، نحن من أوائل من كرّم المرأة ، فهل يعقل أن يأتي اليوم العالمي للمرأة ، وهو اختراع عالمي أنا أراه مفيدا ، دون أن يكون الإسلام موجودا بقوة وهو أول من كرّم المرأة ؟! ، سيكون ذلك ظلم في حقّ الإسلام ، كلاّ بل نحن السابقون في إكرام المرأة ، وأنا أدّعي أن أول من ساعد المرأة على أن تكتشف قدرتها في الحياة هو الإسلام ، وأدّعي أن أول من ساعد المرأة على أن تكتشف ذاتها وتحقق طموحها في حياتها العملية وتحقّق مستقبلها العلمي هو النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو من ترك السيدة عائشة وقد علّمها العلم وأمر الناس أن يتعلموا منها ، وهو من جعل السيدة أم سلمة مستشارة له ، ثم أصبحت بعد ذلك مستشارة للخليفة عمر بن الخطاب ، وبنى للسيدة رفيدة التي كانت ممرضة خيمة في المسجد تعالج فيها الرجال والنساء. النبي أعاد اكتشاف قدرات المرأة العملية ، لم يرحمها وحسب ، لكنه أتاح لها مساحة تعبّر من خلالها عن نجاحاتها وعن قدراتها ، وكل هذا كان سببا لاختيار اليوم العالمي للمرأة وربطه برحمة المرأة والمبادرة بالاستعداد لشهر رمضان ، حتى ينزل الله الرحمة على قلبك ، بأن تبدأ برحمة المرأة.
البلاد.نت:الإسلام هو أول ما كرّم المرأة ، لكن المنظومة الحضارية والثقافية الغربية هي التي تتولى مهمّة الدفاع عنها في الوقت الحالي ، وتفرض في ذلك معاييرها وقيمها بطبيعة الحال ، هل ترون أن هذه المنظومة تثبت عجزها عن حماية المرأة من التحرّش مثلا ، وهو ما تكشف عنه حملة نسوية مثل #metoo ، بالإضافة إلى اللامساواة في الأجور بين الجنسين ، وغير ذلك؟ أسئلتك كبيرة ومن العيار الثقيل ، وتجعلني أجتهد وأشغّل مخي للإجابة لأنها ليست سطحية وأشكرك على ذلك ( يضحك ) ، أما ما أودّ قوله للردّ على سؤالك ، فهو أن الغرب لديه إشكالية حضارية ، فهو منذ زمن طويل كان حادّا في اختياراته ، ففي العصور الوسطى كان "يقفل" على المرأة بطريقة شديدة ، فكانت تعامل المرأة معاملات قاسية جدّا ، وهذا الأمر لم يحدث منذ آلاف السنين ، بل منذ القرنين السابقين فقط ، ولما انفتح الغرب في التعامل مع المرأة انفتح كذلك بشكل حادّ جدا ، فانتقل بذلك من أقصى طرف لأقصى طرف ، وهو ما أنشاء مشاكل يعاني منها الغرب نفسه ، لأن الانطلاق الشديد في فكرة التساوي بين الجنسين ، وهي فكرة غير دقيقة ، لأن تكوين المرأة يختلف عن تكوين الرجل ، والإسلام يؤمن بالمساواة وليس بالتساوي ، والمساواة تعني التكامل ، أما التساوي فهو يعني أن كل شيئ بين الجنسين هو نفسه بالضبط دون تغيير ، وهذا غير صحيح ، والآيات القرآنية الكريمة تقول:"وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ" ، كثير من الناس لا يفهمون معنى هذه الآية ، فمثلما أن الليل والنهار ليسا نسخة مطابقة لبعضهما البعض ولكنهما يتكاملان ، فكذلك الرجل والمرأة يتكاملان ، وإن سعيكم لشتّى لتحقيق هذا التكامل ، وهي نظرة مختلفة جدا عن النظرة الغربية للمرأة ، التي أدّت حديّتها في التعامل مع المرأة إلى هذه الإشكاليات التي يعاني منها الغرب الآن ، ولا نعفي أنفسنا من ذلك ، فقد تأثرنا أيضا بالغرب ، ولدينا أيضا هذه الإشكاليات ، حتى لا نقول أن الغرب هو الذي ظلم المرأة بينما يعاملها الشرق معاملة حسنة ، فكلنا شركاء في حقّ المرأة . نعم الغرب الآن يعاني إشكاليات ظهرت في حملة metoo# وغيرها ، وهذه الإشكاليات في حاجة إلى الإسلام ، لأن الإسلام دين وسطي ، لا تجد فيه هذه الحِديّة ، وهذه الانفعالات غير المحسوبة للمستقبل ، الإسلام يؤمن بفكرة المساواة والتكامل ، وليس التساوي غير المنطقي الذي لا يعبذر عن حقيقة الرجل وحقيقة المرأة ، الإسلام يريد منتهى الكرامة للمرأة ، دون تشدّد ، لأن هناك من فهم منتهى الكرامة للمرأة فوضع عليها قيودا لم يقل بها الإسلام ، ونحن في حاجة إلى حالة من الوسطية والتوسّط والاعتدال والتوازن في الشرق والغرب ، فالأمة الوسط هي التي تتمكن من رؤية الطرفين على اليمين والشمال ، فيما تحافظ على التوسّط والاعتدال ، وأعتقد أن العالم يفتقد إلى قيمة الوسطية التي تؤدي إلى الرحمة في التعامل مع المرأة.
البلاد.نت: كيف تعالج قيم الإسلام التي تكرّم المرأة مثل هذه الانتهاكات؟ وهل سيأتي يوم يقتبس فيه العالم من القيم الإسلامية في مساعيه لحماية المرأة من التحرّش ومن اللامساواة في الأجور وغيرها؟ والله أثرت الشجون بكلمة هل :"سيأتي يوم يقتبس فيه العالم من قيم الإسلام؟"، فنحن لم نعد نصدّر شيئا للعالم ، ليس في موضوع المرأة وحسب ، بل في كل مناحي الحياة ، متى يصدّر المسلمون للعالم الخير الذي تعلموه من دينهم ؟ القيم ، النجاحات في الحياة التي ظهرت في بغداد والأندلس عندما كنا نفهم الإسلامل بأنه دين العلم والبناء والحضارة ، النبي بنى حضارة لا تزال مستمرة إلى غاية اليوم خلال السنوات العشر لإقامته في مكة ، تخيّل أن تبني 10 سنوات حضارة تستمر 1400 عاما ، أي إنتاج مذهل هذا ! ، فعلا لقد طوي له الزمن صلى الله عليه وسلم، أقول هذا لأن سؤالك أثار شجوني . أما عن جزئية كيف يعالج الإسلام هذه الإشكاليات ، دعني أقول إن الإسلام قدّم من أول يوم ، والنبي عليه الصلاة والسلام أدى الرسالة وبلّغ الأمانة فيما يتعلّق بالمرأة ، أما يكفي كلمة النبي "لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم"؟ ، ألا تكفي كلمة النبي "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"؟ ، النبي قال أن أحسن واحد فيكم ليس من يصلّي كثيرا ، ولكنه من يعامل امرأته معاملة حسنة ، هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ، التي تمثل الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي كان يبدأ في كل فقرة بعبارة "يا أيها الناس" لا "يا أيها المسلمون"، لأنه ميثاق عالمي إنساني ، من ضمن فقرات هذه الخطبة كانت وصيته :"أيها الناس فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله" ، وهذا ينقل مفهوما جديدا لم يكون موجودا من قبل ، ولا في وقتنا الحالي ، وهو أن امرأتك لم تأخذها من أهلها ، إنما أخذتها من الله ، ولن تشعر بذلك بالقوة عليها لأن أهلها ضعفاء وهي ضعيفة وأنت القوي ، لا لقد أخذتها من الله ، وهذا معنى رفيع ، ومعنى حضاري راقي. الإسلام أوصى بالمرأة ، لكن المشكلة فينا نحن ، والإسلام يعالج ما تتعرض له المرأة ، بأن نقوم نحن كمسلمين بإحياء القيم النبوية الأساسية في التعامل مع المرأة ، الشهامة والمروءة ، جبر الخواطر ، وجبر الخواطر في التعامل مع المرأة لا يعني الشفقة ولكنه يعني التحلّي بالنُبل والرجولة والتقدير والاحترام ، نريد أن نحيي هذه المعاني ليتعلمها العالم.
البلاد.نت:كيف سيطبّق الدكتور عمرو خالد برنامج الاستعداد لشهر رمضان خلال الأيام العشرة الأولى المخصصة لرحمة المرأة ومساعدتها ؟ في الحقيقة سأطبّق هذا الكلام من خلال منظومة عمرو خالد على الانترنت ، التي تتضمن بفضل من الله الذي أكرمنا بها 43 مليون متابع ما بين فيسبوك ويوتيوب وتويتر وانستاغرام بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني ، وأتشرف بأن الجزائر هي ثاني بلد ضمن متابعي على مواقع التواصل الاجتماعي ، والأجمل من ذلك أن الجزائر هي الأولى من حيث التفاعل ، وهو ما يسعدني ، وأنا أعزّ أهلي في الجزائر جدا جدا . سنطلق مجموعة "للنساء فقط" على موقعي الإلكتروني amrkhaled.net ، ليكون هدفه الدعم المستمر للمرأة ، وتسليط الضوء على نجاحاتها ، والعون النفسي للمرأة على المشاكل التي تواجهها ، كما سيوفر مادة تعليمية تستخدمها المرأة لتحسين حياتها . أريد أن أقول كلمة ، في حياتي الشخصية مع أمي وأختي وزوجتي ، لا أفهم كيف يؤذي شحص ما امرأة ، ولا أفهم عندما يقال أن رجلا ضرب امرأة ، لا أفهم كيف استطاع رفع يده عليها أو شتمها ، قد يكون هذا بفضل فهمي ديني ، قد يكون بفضل تربية أبي وأمي لي ، وأريد أن أنقل كل هذا ليكون ثقافة تنتشر على الانترنت ، هذا بالضبط ما سأحاول عمله في الفترة القادمة .
البلاد.نت:هل نحصل منكم على سبق معرفة البرنامج الكامل للاستعداد طيلة الأيام المتبقية على قدوم الشهير الفضيل ؟ هناك أفكار تمّ إعدادها سنقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كل 10 أيام ، تتعلق جميعها بمواضيع قيمة ، أخلاقية ، إنسانية ، هناك مواضيع تتعلق بالعبادات طبعا، لكن الأغلبية للمواضيع الإنسانية ، لأنني أفهم بأن الدين يكون للحياة ، الدين ليس للصراع والدماء والعنف والقتل ، الدين جاء لإحياء الحياة ، أنا مؤمن بفقه حب الحياة ، نعم الدين يحب الحياة ويجب أن نؤمن بهذا ، فالدين ليس في صراع مع الحياة ، كل هذه المعاني لا بد من أن تعاش ، ولذلك نريد أن نفهم رمضان بهذا الشكل ، لأن الله سبحانه قال :"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ، فالتقوى هي هدف شهر رمضان ، التقوى الاجتماعية في تعاملك مع الناس ، مع أمك وأبيك ، ومع الناس في الشارع ، التقوى هي هدف رمضان فلنحييها في الحياة. بالنسبة للأفكار القادمة ستكون مختلفة ، مثلا في الأسبوع المقبل سيكون الموضوع حول الاستعداد لشهر رمضان بمساعدة الغارمين ، وهم الذين سجنوا بسبب ديون ترتبت عليهم ، وهم يمثلون أحد بنود الزكاة .
البلاد.نت:في الأخير ، وبناء على خلفيتك الكروية ، لمن يمنح الدكتور عمرو خالد لقب أفضل لاعب عربي ، لمحمد صلاح أم لرياض محرز؟ تسعدني معرفتك بأن لي خلفية كروية ( يضحك) ، نعم لعبت في الأهلى في صنف الأشبال وكان مدربي الكابتن محسن صالح ، ولا أزال ألعب الكرة إلى الآن الحمد لله ، بالنسبة للسؤال، دعنا أولا نتفق أن رياض محرز كان صاحب السبق العربي في فتح باب الدوري الإنجليزي ، وهو أحد أكبر وأصعب الدوريات في العالم ، محرز فتح الباب للعرب بأن يتوج كلاعب عربي بلقب أفضل لاعب في البرميرليغ ، كما كان هو السبب في فوز ليستر سيتي بلقب الدوري ، وكان أول عربي يفوز بهذا الدوري ، كان قبله الجزائري رابح ماجر أول من يفوز بالتشامبينزليغ ، وهؤلاء اثنان جزائريان فتحا الباب فيما بعد للاعبين آخرين. محمد صلاح موهبة رائعة نفتخر به كثيرا كمصريين وكعرب ، وليس مهما من هو الأفضل بين اللاعبين ، لكن الأهم بالنسبة لي أن كلا اللاعبان رفعا سقف الطموح والأمل للشباب العربي ، بفكرة أنه بإمكاننا النجاح والوصول لأماكن عالمية حتى لو كانت البدايات بسيطة ، فلندع كل شاب عربي يرى فيهما حلمه بالنجاح ، وهذا هو الأهم بالنسبة لي ، لأن رسالتي في الأخير هي رفع أمل وطموح الشباب العربي. في الأخير أريد أن أقول شكرا لجريدة البلاد التي أتاحت لي فرصة لأن أقول كلمة حبّ ومشاعر فياضة للشعب الجزائري ، الجزائر من أغلى البلدان على نفسي ، وفي زيارتي السابقة للجزائر كنت قد قلت أنني وَقْف للجزائريين ، ولا أزال أشعر بهذا الأمر إلى غاية الآن ، فأنا أحب الجزائر جدّا ، وأحب مصر جدّا ، وأقول دائما أن حب الوطن من الإيمان ، فأنا أحب بلدي مصر كثيرا ، وأحب كذلك الجزائر . لقد أكرمتموني عندما حضرت إلى الجزائر ، أقول هذا لأنه كان قد أشيع من قبل أنني رفضت دعوة لزيارة الجزائر ، وهذا غير صحيح جملة وتفصيلا ، كان لي شرف زيارة الجزائر سنة 2009 ، أمضيت خلالها 4 أيام لا أزال أتذكر حلاوة تلك الأيام إلى غاية اليوم ، ففكرة رفضي دعوة من الجزائر غير صحيحة ، كل ما حصل أنني تعلمت أن أدخل البيوت من أبوابها ، في تلك الحادثة جاءتني دعوة من المجلس الإسلامي الأعلى ولبّيت الدعوة ، وكان المجلس هو الذي ينظم الزيارة من أولها لآخرها ، فكان دوري أن أحترم تنفيذ المحاضرات الكثيرة التي تضمنتها هذه الزيارة ، لكن عندما يدعوني طرف ما لإلقاء محاضرة هنا أو هناك ، فأنا لا أكون متعاليا عندما أرفض ذلك ، أنا شخص مؤدب ومتواضع وأحب الناس ، ولم يكن هناك أي سبب مادي لرفضي مثلما قيل كذبا ، أنا أزور العالم لإلقاء المحاضرات دون أي مقابل مالي وأفتخر وأعتز بذلك ، لأن لي مصادر دخلي من أعمالي الأخرى وبرامجي ، لكن أن أزور بلدا بمقابل مالي فهذا ليس من أخلاقي ولا من تربيتي ولا ديني ، أؤكد مرة أخرى أنني أحب الجزائر ، لكنني أدخل البيوت من أبوابها، وأحترم نفسي وأحترم الناس . أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لأوضح هذا الأمر ، ولا أزال أتمنى أن أزور بلدي الثاني الجزائر في أي وقت وبأي مناسبة يراها أهل الجزائر ، بشكل يجعلني أدخل البيوت من أبوابها.