خبير في التنمية الفلاحية: ضعف الدينار يجبر المتعاملين على إدخال لحوم رديئة إلى الأسواق كشف اليوم، وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي أنه لن يتم استيراد اللحوم من فرنسا بعد محاولة المتعاملين الفرنسيين ولوج السوق الجزائرية بحثا عن أسواق جديدة لهم لبيع 900 طن من لحم بقري يتم إنتاجه في فرنسا وتسويقه في الجزائر، في الوقت الذي تثار الشكوك حول هذه المادة التي كانت منذ أشهر مصدر انتقادات في وسائل الإعلام الفرنسية بسبب تعرضها لداء السل، بالإضافة إلى طريقة ذبحها في المذابح الموجودة بها الدم، الجيفة وخنازير. وأثارت فكرة استراد لحم البقر من فرنسا ضجة وسط الشارع الجزائري، لا سيما بعد الإخبار المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وكذا في وسائل الإعلام الفرنسية قبل أشهر أن الشعب الفرنسي يستهلك تقريبا 3000 طن من اللحم الملوث من أصل 8000 بقرة مصابة بمرض السل ويتم بيعه على رفوف السوبرمركت وتريد فرنسا اقتحام السوق الجزائرية ببيع منتوجها غير المرغوب به في بلدها في السوق الجزائرية. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة جديدة اطلق عليها "خليه يعفن" قاصدين بها اللحم المستورد من الدول الاجنبية وخاصة فرنسا، مؤكدين أنهم قادرين على الاستغناء عنه والاكتفاء بما تنتجه الجزائر. وفي هذا الصدد صرح اليوم المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة عبد القادر بوعزقي خلال اختتام ورشات الجلسات الوطنية للفلاحة، "نحن لا نستورد اللحم من فرنسا بالدرجة الأولى"، مشيرا أن ما روّج له موخرا لا علاقة له بالواقع، موضحا أن الجزائر لا تستورد كمية كبيرة من اللحوم. وقال الوزير إن الجزائر تستورد كمية قليلة جد، مضيفا أن المستوردين يجلبون اللحوم من بلدان مختلفة، مؤكدا أن أساس لحم الحمراء يتنج في الجزائر بالدرجة الأولى. وتاتي هذه التصريحات في الوقت الذي عقد متعاملون فرنسيون نهاية الاسبوع الماضي في مجال تربية الأبقار وتصدير برنامج مشترك بين فرنساوالجزائر مدته 3 سنوات لإنعاش السوق الوطنية بالحم البقري "حلال" بنسبة تبلغ 30 بالمئة كون نسبة الاكتفاء الذاتي في مجال اللحوم الحمراء لا يتعدى 55 بالمئة. مدير ضبط وتنمية الانتاج بالوزارة: اطمئنوا مصالحنا تراقب اللحم المستورد شدد مدير الضبط وتنمية الانتاج بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بخصوص استيراد اللحوم، على أن السلطات العمومية حازمة عندما يتعلق الأمر بصحة المواطن وأن المصالح البيطرية تقوم بدورها كما ينبغي لمراقبة المنتوج المستورد، مطمئنا بوفرة المنتوج خلال شهر رمضان. واكد خبير في التنمية الفلاحية، اكلي موسوني، في حديثه ل"البلاد" أن استراد لحم من فرنسا أو غيرها راجع إلى السياسة الفلاحية التي تنعدم فيها الأهداف الاقتصادية، مشيرا إلى أن احتياجات الجزائر للحوم تسجل نقصا يتراوح بين 50 و 55 بالمئة، أي أن هذه الشعبة لا تزال ضعيفة في التنمية بسبب استراد كل ما يتعلق بها من الخارج سواء "الحيوان الحي" أو "العلف الخاص به"، أي أن نسبة الإنتاج ضعيفة وتحتم على الحكومة اللجوء إلى الاستراد. واكد المتحدث أن المتعاملين الفرنسيين قاموا بدراسة لاحتياجات السوق الجزائرية ووجدوا وان اللحوم من بين اهم الشعب التي تعرف نقصا ويكثر عليها الطلب، خاصة في شهر رمضان لذلك عملت على توجيه منتوجها الى السوق الجزائرية باحتساب القرب والعامل التاريخي بين البلدين. وحذر موسوني من تمرير لحوم رديئة الى السوق الجزائرية سواء قادمة من فرنسا أو من السودان أو من الهند والبرازيل، مشيرا إلى أن ضعف الدينار مقابل العملات الأجنبية اجبر المتعاملين على شراء لحم لا يحتوى على فوائد غذائية ورديئة النوعية. وقال رئيس فدرالية تربية المواشي محمد بوكرابيلة "إن الجزائر كانت توفر معظم احتياجات فرانسا والدول المجاورة من اللحوم والمنتجات الفلاحية في فترة الاستعمار واليوم عجزنا عن توفير اللحم لأنفسنا"، مشيرا إلى أن سياسة تسيير شعبة تربية الأبقار والمواشي تبقى ضعيفة بسبب التسيير الإداري البعيد عن الميدان وما يحويه من مشاكل يعانيها المربي والموال وافاد بوكرابيلة أن ما يزيد عن 12 مليون جزائري يعيشون من تربية الماشية والبقر وما نسبته 25 مليون رأس ماشية تملكه الجزائر، مفيدا أنه آن الآوان لإعطاء المربي حقه بالمرافقة والدعم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات اللحوم للمواطن الجزائري بسعر يتوافق وقدرته الشرائية بدل اللجوء إلى استيراده من أوروبا أو من دول آسياوية.