صادرات فرنسا من الماشية إلى الجزائر ارتفعت بأكثر من 133.3 بالمائة استيراد 60 ألف رأس بقر خلال الفترة المقبلة عادت واردات الجزائر من اللحوم الحمراء والماشية الحية، خلال الفترة الأخيرة، إلى الارتفاع مجددا بالمقارنة مع الفترة التي سبقت عيد الأضحى، أي منذ حوالي شهرين تقريبا، ففي ظل اختفاء مرض الحمى القلاعية بشكل نهائي في الجزائر، تعود الحياة تدريجيا لشعبة اللحوم الحمراء التي عرفت خلال الفترة التي سبقت عيد الأضحى والتي عرفت انتشار الحمى القلاعية التي أودت بأكثر من 6 آلاف رأس وخسائر مادية جسيمة، بلغت حسب بعض الأرقام المتداولة مايقارب 100 مليون دينار جزائري، دون احتساب ثمن اللقاحات التي استوردتها الوزارة والتي بلغت ما يعادل مليوني لقاح، بزيادة تقدر بحوالي 100 بالمائة عن الحالات العادية، حيث وجهت الوزارة ميزانية استعجالية لتغطية العجز في اللقاحات، إضافة إلى التعويضات الخاصة بالفلاحين المبلغين عن حالات الإصابة بين أبقارهم. وألغت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أخيرا، الحظر المفروض على استيراد الأبقار الحية الموجهة للذبح أو حتى الأبقار الحلوب خلال شهري جويلية وأوت المنصرمين، حيث كانت الوزارة قد أعلنت عن ذبح مايقارب 6 آلاف رأس بقر خلال الفترة بين شهري ماي وجوان، وهي الفترة التي عرفت انتشار المرض بشكل كبير في الجزائر قادما من الجارة تونس عن طريق قطعان من الأبقار تم تهريبها إلى منطقة بئر العرش بسطيف والتي انتشر منها المرض، حيث تحاول هذه الأخيرة تعويض النقص الناجم عن عمليات الذبح. علما أن المتوسط السنوي لأبقار الحية المستوردة بين 60 و80 ألف رأس والتي تؤكد المؤشرات أنها ستعرف أيضا ارتفاعا خلال الفترة المقبلة، في وقت يؤكد فيه الاخصائيون والبياطرة أن الجزائر بحاجة إلى حوالي سنتين لاسترجاع الثروة الحيوانية المفقودة منذ بداية انتشار مرض الحمى القلاعية بعد ذبح ما يقارب 2500 رأس بقر، من بينها 1000 أنثى بعد أن تم تعويض العدد المفقود من الإناث للتكاثر، خاصة وأن مدة حمل الأبقار تقارب 9 أشهر كاملة. من جهة أخرى، ساهم تعليق المؤسسة الوطنية لاستيراد وتسويق اللحوم الحمراء عملية استيراد اللحوم عشية عيد الأضحى، في انتظار منعها بشكل كلي في رفع مؤشرات استيراد الأبقار الحية، حيث يشير العديد من المسؤولين في القطاع الفلاحي إلى أن عزوف المواطنين عن شراء اللحوم المجمدة المستوردة والذي سبب تراكم المخزون في غرف الحفظ والتجميد والذي تقدر قيمته بحوالي 50 إلى 60 ألف طن تمثل متوسط الاستيراد السنوي للشركة التي تغطي 60 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية ويغطي 40 متعاملا خاصا باقي الحصة. وتبقى باريس المستفيد الأول من انخفاض الطلب على اللحوم المجمدة على اعتبارها الممول الرئيسي للجزائر بالأبقار، حيث استوردت الجزائر ما يعادل 80 ألف رأس من الأبقار الحية سواء، الحلوب أو الموجهة للذبح، حسب آخر الأرقام التي قدمتها المنظمة الفرنسية لإحصائيات القطاع الفلاحي التي وصفت الجزائر بالسوق الاستراتيجية لفرنسا في هذا القطاع، مبدية قلقها إزاء تراجع الطلب الجزائري خلال شهر جويلية المنصرم تفاديا لتفشي هذا المرض أكثر، في وقت كانت الوزارة الوصية تحاول السيطرة عليه، حيث أكدت أن خسارة السوق الجزائرية لن تستطيع باريس تعويضها بالأسواق الأخرى، خاصة وأن نسبة النمو في صادراتها نحو الجزائر قد بلغ ما يقارب 133.1 بالمائة قبل انتشار مرض الحمى القلاعية في الجزائر.