تعيش 49 عائلة مقيمة بحي'' السونيتكس ''الواقع على المدخل الشمالي لمدينة الأغواط تحديدا مقابل حي 250 سكن بالمعمورة، وضعية كارثية لا تليق بآدميين في ظل انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، والتي أقل ما كل ما يقال عنها إنها دمرت صحة الأطفال جراء غياب أي تكفل حقيقي من قبل المسؤولين المتعاقبين على تسيير شؤون البلدية التي لم يجد ثراؤها نفعا في خدمة المواطنين البسطاء· السكان الذين راسلوا السلطات العليا بما فيها المحلية، كشفوا عن معاناتهم الحقيقية التي يتكبدونها داخل سكنات جاهزة أكل الدهر عليها وشرب، وأن حالتهم الاجتماعية التي لم تلق أي صدى لحد الساعة، تزداد تعقيدا من يوم لآخر· وكما ورد في مراسلاتهم التي تسلمت فالبلادف نسخة منها، فإنهم يعيشون وسط جحيم لا يطاق منذ أن وطأت أقدامهم هذا الحي منذ 22 عاما وهي السنوات التي قاسوا خلالها الأمرين، مشيرين إلى انعدام قنوات الصرف الصحي وعدم صلاحية المياه الصالحة للشرب التي أصبح لونها متغيرا وطعمها يثير مخاوفهم جراء قدم وتصدع القنوات· كما أن حرمانهم من خدمة الغاز الطبيعي وإن كان ذلك يشكل خطورة على حياتهم بهذه السكنات المهترئة، انعكس وضعها بالسلب على أوضاعهم اليومية جراء لهثهم المتواصل في البحث عن قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم عن طريق اقتنائها من أماكن بعيدة وبتكلفة نقل مضاعفة، مشيرين كذلك إلى حرمان حيهم من الإنارة العمومية والتهيئة الحضرية مما يصعب من ظروف عيشهم لاسيما خلال فصل الشتاء، حيث تصبح سكناتهم معرضة لكثرة التسربات، ناهيك عن حالة أزقة الحي التي تتحول إلى برك وأوحال تصعب فيها حركة تنقل المارة خاصة في ظل عدم وجود شبكة لتصريف مياه الأمطار، على غرار إبداء تخوفهم الشديد من خطر الأشجار الضخمة التي تحاصرهم ساعة هبوب الرياح القوية وما حدث لهم في شتاء السنة الفارطة يبقى محفورا في الأذهان، إلى جانب خطر الحيوانات المتشردة والحشرات الضارة التي اتحذت جوانب الحي وكرا لها تحت الظلام الدامس· وأشار المشتكون من الوضع إلى أن الهاجس المخيف الذي أصبح ينكد عيشهم، بل ويعكر صفو يومياتهم التي وصفوها بأشبه بالجحيم الذي لايطاق، هي الأمراض الخطيرة التي ظلت ولا تزال تهدد حياة عائلاتهم جراء تواجد مادة فالأميونتف داخل هذه السكنات وما أصبح يشكله الوضع من انعكاسات سلبية بالخصوص على صحة أطفالهم الذين يبقون معرضين دوما لداء التيفوئيد والربو والحساسية وأمراض أخرى هم في غنى عنها، ويؤكد من وصفوا أنفسهم بالمعذبين في الأرض، أنهم يأسوا من الوعود الزائفة التي كانوا يتلقونها في أكثر من مناسبة من قبل المسؤولين المحليين الذين عجزوا حسبهم عن تهيئة حيهم وإلحاقه بالمرافق الضرورية أو بالأحرى انتشالهم من هذه الوضعية عن طريق تحويلهم إلى سكنات لائقة تتوفر فيها سبل الحياة الكريمة