تمكن الرئيس بوتفليقة من إحراز فوز ساحق بنسبة تصويت وصلت إلى 42.09 بالمائة، ما جعله يتصدر منافسيه الخمسة ب21 مليون صوت و119 ألف و507 صوت مقارنة بالنسبة التي تحصل عليها في رئاسيات سنة 2004 والتي وصلت إلى 38،94 بالمائة وكان خلالها الفارق بينه وبين علي بن فليس، أحد المنافسين الشرسين له ب608 ألف صوت، أي ما يعادل 7،39 بالمائة من الأصوات. وبلغة الأرقام، فإن الرئيس بوتفليقة فاز بأغلبية الساحقة عكس رئاسيات 2004 مما يؤكد أنه تمكن من الوصول إلى ما كان يصبو إليه، رغم دعوات المقاطعة، حيث تبين هذه الأرقام تواجد بوتفليقة في موقع قوة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. وبدا الفارق جد كبير بين نسبة الأصوات التي تحصل عليها بوتفليقة وبين لويزة حنون زعيمة التروتسكيين والناطقة الرسمية باسم حزب العمال، حيت بلغ الفارق نسبة 68 بالمائة، والتي تمكنت من احتلال المرتبة الثانية مقارنة برئاسيات سنة 2004 التي احتلت فيها المراتب الأخيرة بعد عبد الله جاب الله رئيس حركة الإصلاح سابقا وسعيد سعدي زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المقاطعين لهذا الاستحقاق. وأحدث موسى تواتي المفاجأة بعد أن تمكن من تجاوز رئيس حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي، الحركة التي تمكن زعيمها الأسبق جاب الله من افتكاك المرتبة الثالثة سنة 2004 بعد علي بن فليس الأمين السابق للحزب العتيد وإن لم يكن الفارق كبيرا بين تواتي ويونسي، إلا أن تراجع حركة الإصلاح في هذا الاستحقاق يعود -حسب المتتبعين- إلى ارتباطها بشعبية الشيخ عبد الله جاب الله. وحصل جهيد يونسي على 196 ألف صوت و426 بنسبة 1،37 مقارنة بموسى تواتي الذي وصل إلى 330 الف و570 صوت. ودائما بلغة الأرقام، فإن علي فوزي رباعين تحصل على 331 ألف صوت مقارنة برئاسيات 2004 حيث تمكن خلالها من إجتياز عقبة المجلس الدستوري واعتبر لدى البعض بأنه صنع إثرها المفاجأة، لكن نسبة 39.0 بالمائة تستدعى النظر -حسب البعض- في واقع تمثيل حزب عهد 54 ضمن الخارطة السياسية. وقد احتل المرتبة الآخيرة، التي تحصل عليها رباعين سنة 2004، المترشح الحر محمد السعيد الذي دخل سباق هذا الاستحقاق وتحصل على 231 ألف و242 صوت بمعدل 29.0 بالمائة. ويبدو من رسالة التهنئة التي بعث بها صاحب المرتبة الأخيرة في ترتيب وزير الداخلية، أن همه الكبير من خلال مشاركته في رئاسيات 2009 تسجيل الحضور فحسب وتحين الفرصة للقاء قواعده وتدعيم حزبه الذي يستعد لعقد مؤتمره التأسيسي. ودائما في قراءة لنتائج الانتخابات الرئاسية، فإن الرئيس بوتفليقة، وعكس ما اعتقده البعض، تمكن من الحصول على 58،39 بالمئة من الأصوات في منطقة تيزي وزو، المنطقة المثيرة للجدل رغم دعاة المقاطعة أي ما يعادل 351 ألف صوت و444 صوت. أما في ولاية بجاية، فقد تمكن في افتكاك 08،28 بالمئة من الأصوات، أي ما يعادل 99 ألف و816 صوت مقارنة بانتخابات سنة 2004، حيث تحصل بتيزي وزو على 53 بالمائة من الأصوات وبجاية 46 بالمائة.