البلاد - زهية رافع - كشف الرئيس السابق للأرسدي سعيد سعدي عن لقاء جمعه مع الدبلوماسي المتقاعد الأخضر الإبراهيمي الأحد الماضي بعد لقائه مع رئيس الجمهورية حيث لمح سعدي إلى أن الإبراهيمي غير مكلف بمهمة أو على الأقل قد تم استدعاؤه لفترة محددة على اعتبار أن سعيد سعدي نقل عنه أنه سيبقى لفترة قصيرة. وأثارت خرجة سعيد سعدي مفاجأة من العيار الثيقل، وأثارت استفهامات حول حقيقة المهمة التي كلف بها الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي الذي تم تقديمه غداة لقائه مع رئيس الجمهورية عشية رسالة سحب ترشحه والإعلان عن قرارات عديدة أنه الرجل الذي ستوكل إليه مهمة تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها الرئيس لاسيما التحضير لأرضية الندوة الوطنية الجامعة والتي تعد أبرز المحاور التي تطرق إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالته، حيث بدا أن الرئيس يعول على دبلوماسية ومكانة الرجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل على تولي دور الوساطة لاستقطاب الأحزاب في الندوة وتهدئة غضب الشارع. غير أن تصريحات سعدي التي كشف فيها عن فحوى اللقاء الذي تم مع الأخضر الإبراهيمي أظهرت امورا أخرى غير متوقعة حول حقيقة المهمة التي كلف بها الدبلوماسي أو الغاية التي جاء من أجلها إلى الجزائر، حيث اكد سعدي في منشور له على صفحته الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حول تفاصيل لقاء جمعه بالرجل المرشح للإشراف على ما يسمى ب«الندوة الوطنية" الجامعة أن الإبراهيمي أبلغه "إنّه وصل إلى الجزائر، وسيبقى لفترة قصيرة". وما يثير الغموض والتساؤل أيضا حول الجهة التي أوعزت للإبراهيمي بلعب الدور وما هي المهمة الحقيقية له وسبب تواجده في أرض الوطن هو قول سعدي" إلى "حين التقيته (الأحد) لم أتلق من الإبراهيمي أي انطباع أنّه مكلّف بأي مهمة، خصوصا أنّه أكّد لي ارتباطه بموعد غداء في باريس خلال اليوم ما بعد الموالي (الثلاثاء) وهو التزام لم يقم بإلغائه". وقال سعدي في ختام منشوره "لست هنا بصدد إعطاء الأسباب التي دفعت الإبراهيمي لتمديد مدة إقامته بالجزائر العاصمة". وتوحي تصريحات سعدي بأن مهمة الإبراهيمي غير واضحة أو بالأحرى لا يبدو أنه ملزم بأي مهمة محددة عكس ما تم الترويج له على أنه أحد الرجالات الذين تم اختيارهم لتسيير المرحجلة الانتقالية والتحضير للندوة الوطنية الجامعة. يذكر أن تصريحات سعدي جاءت في إطار الرد وتوضيح ما أورده أحد المواقع الالكترونية حول ملاقاته الإبراهيمي، "سريا" رفقة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال الأربعاء، أي بعد لقاء الإبراهيمي بالرئيس بوتفليقة. وكذّب سعدي أن يكون التقى الإبراهيمي يوم الأربعاء، كما استغرب ادعاء الموقع المذكور أنّ اللقاء تمّ بشكل سري، مع أنّ المكان المُشار إليه هو فندق دولي وأوضح سعدي "أعرف الأخضر الإبراهيمي منذ عدة سنوات عبر شقيقه ميلود، وقام الإبراهيمي بالاتصال بي يوم الأحد العاشر مارس، وليس الأربعاء الثالث عشر مارس وأخبرني الإبراهيمي أنّه وصل إلى الجزائر، وسيبقى لفترة قصيرة، وهو في فندق الأوراسي، وليس له أي التزام ليلا، فذهبت إلى زيارته، حيث كان رفقة السيد رحابي". وتابع سعدي "أمام رحابي، أبلغني الإبراهيمي أنّه أتى للاستماع، مثلما فعل في باريس مع الكاتب كمال داود، وأجبته أنّه قد يصاب بخيبة أمل، لأنّه يعرف النظام أفضل مني، مثلما قلت له إنّه ينبغي الإدراك أنّ التعتيم لا يتضح في أوقات الشدة". واستطرد سعدي: شرحت أنني كنت قلقًا للغاية، لأنه لا يبدو لي أنّ السلطة تقدر خطورة الوضع، وأشرت، استنادا إلى ما أسمع وأؤمن به، إلى أنّ رحيل بوتفليقة واستقالة الحكومة، يبقى السبيل الأوحد لأي مبادرة جادة"، وهي نقطة لم يعلّق عليها الإبراهيمي.