هدد نهاية الأسبوع، عشرات المتقاعدين بشركة سوناطراك، قسم الإنتاج بحاسي الرمل، ولاية الأغواط، بالاعتصام رفقة أبنائهم بصفة متواصلة أمام مقر وزارة الطاقة والمناجم، على خلفية ما أسموه بسياسة الإقصاء والتمييز الممارسة في حقهم من قبل إدارة الشركة التي قررت طردهم من السكنات الوظيفية التي يشغلونها منذ عدة سنوات بالجنوب. فيما مكنت العمال المتواجدين بالشمال من نيل هذا الامتياز الذي يعتبر بمثابة حق مشروع لكافة المتقاعدين طبقا للقرارات والتوجيهات المنبثقة عن الجمعية العامة لسوناطراك والوزارة الوصية. وحسب نص الشكوى التي تسلمتها ''البلاد''، فإن هذه القرارات انتهكت بشكل فاضح من قبل المديرية الجهوية لسوناطراك التي لم تتأخر عن متابعتهم قضائيا من أجل إخلاء هذه السكنات الوظيفية التي يخولها لهم القانون استنادا للقرار رقم 34,02 المؤرخ في 20,3,2002 من طرف مجلس إدارة سوناطراك ثم القرار رقم 2 الذي حدد بشكل واضح مزايا الاستفادة المؤرخ في 13,4,2002 من قبل الجمعية العامة لسوناطراك والمتمم بأمر التطبيق رقم 177 المؤرخ في 5,5,2004 والمتعلق ببيع وتسليم السكنات الوظيفية التي تمتلك فيها سوناطراك حق الملكية. وقد أشار المتابعون بقرارات طرد من قبل محكمة الأغواط مثلهم مثل عمال الشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء التابعة للشركة الأم سوناطراك، إلى إن وزير الطاقة والمناجم السابق كان قد وعد خلال لقاء مع نقابة المؤسسة بالجزائر العاصمة بأن الشركة ستتنازل عن السكنات الوظيفية المقدر عددها بالجنوب ب500 وحدة لفائدة العمال المتقاعدين على غرار ما حمله قانون التنازل عن السكنات الوظيفية، غير أن الأمر المثير هو اصطدام عدد محدود من هؤلاء بالمتابعات القضائية التي لم تشمل حسبهم بقية العمال وبالاخص أولئك الذين يقطنون بالشمال، وهو ما وصفوه بالتمييز المفتعل كل حسب تواطئه على المستوى الجهوي والوطني في الوقت الذي كانوا يظنون أنهم سيكافؤون نظير ما قدموه لمؤسسة القطاع، معتبرين في الوقت ذاته الإجراء المطبق عليهم من دون سواهم يعد إجحافا كبيرا في حقهم مقارنة بما قدموه من جهد وتضحيات لهذه الشركة العملاقة تعود إلى سنوات اكتشاف النفط والغاز، وحيال ذلك يبقى يأمل العمال المتقاعدون بقطاع المحروقات بحاسي الرمل في تدخل الوزارة الوصية لانتشالهم من وطأة التهديدات بالطرد وإنصافهم في استغلال هذه السكنات قبل عزمهم على اتخاذ أساليب أخرى قد تصل إلى الاعتصام وبشكل متواصل أمام مقر الوزارة رفقة أبنائهم لغاية تحقق مطلبهم وهم الذي انتهك بشكل مهين للكرامة الذين سهروا وطوروا الحقل الغازي على مدار سنوات طويلة من الخدمة في الصحراء.