كشفت مصادر على اطلاع من المديرية العامة للجمارك، عن قيام المدير العام محمد عبدو بودربالة بتنحية مدير الموارد البشرية في الإدارة بوجلطية جازولي في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول. وآثرت مصادر فالبلادف عدم الخوض في الأسباب التي دفعت بودربالة إلى اتخاذ هذا القرار. مشيرة بالمقابل إلى أن الانتقادات والضغوط التي تعرضت لها المديرية العامة للجمارك في الآونة الأخيرة من قبل الفروع النقابية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، كان لها الأثر الكبير في إنهاء مهام جازولي. واعتبرت النقابات تنحية مدير الموارد البشرية من أبرز مطالبها، لا لاسيما بعد انسداد قنوات الحوار بين الطرفين، وعدم التوصل إلى حلول لتجسيد المطالب المرفوعة على مستواها، حيث ذهبت المصادر ذاتها إلى الاعتقاد بأن تكون شكاوى الموظفين والنقابيين الذين أسسوا تنسيقية للفروع النقابية إثر انسحابهم من الاتحاد العام للعمال الجزائريين السبب الذي عجّل بتنحية جازولي من منصبه. وبالمقابل كانت الفروع النقابية الناشطة في إطار تنسيقية أعوان الجمارك، قد قررت قبل ساعات من صدور قرار التوقيف حسب بيان تحوز فالبلادف على نسخة منه تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء المقبل ابتداء من الثامنة صباحا مع ضمان الحد الأدنى للخدمة. وطالبت التنسيقية، بناء على ذلك، بتنحية جازولي بعد أن منع المدير الجهوي للجمارك للدار البيضاء بالعاصمة، انتخابات تجديد الفرع النقابي لعين طاية، التي كان من المنتظر أن تنظم قبل أيام قليلة، على خلفية إقدام المدير الجهوري بإرسال برقية للاتحاد المحلي للاتحاد العام للعمال الجزائريين لإلغاء الانتخابات. واتهمت التنسيقية تبعا لذلك المدير الجهوي لعين طاية بتضييق الخناق على ممثليها النقابيين.في حين انتقد هؤلاء سياسة تسيير مدير الموارد البشرية والأمين العام لفيدرالية عمال الجمارك. وطالبوا وزير المالية كريم جودي بضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي الحقائق في مديرية الموارد البشرية. في حين أشارت أطراف أخرى إلى أن تنحية جازولي تتزامن أيضا مع المهام التي أنيطت بالمعني في مجال إدخال تعديلات على النظام الداخلي المسير لسلك الجمارك من خلال إدراج إجراءات ترمي إلى تعزيز المراقبة الداخلية وتخفيض فترة تعيين أعوانها ببعض المناصب.